اليوم أصبح البعض يركز على المنصب حتى ولو فشل فيه وترك لأبنائه سمعة سيئة، والآخر يركز على المال ولم أجد إنساناً يذكر بعد رحيله بماله، إلا من خسف الله به وبداره الأرض، والأسوأ من كل هؤلاء من يرحل من هذه الحياة بسمعة سيئة وإرث غير مشرف وأذى للقريب والبعيد.
عندما أقرأ سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم أتعجب من الإرث الذي تركه رجل كان يكنى بأبي الحكم فأصبح أبا جهل، وزميله في الشقاوة أبو لهب الذي كان سيداً من سادات قومه، ولكن التاريخ الذي تركه لا يشرفه ولا لمن ينتسب إليه.
وقد روت كتب السيرة والتاريخ الكثير من تدني الرجلين، ومن ذلك أن أبا لهب وهو الذي كان عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجاره وفرح بمولده، جنّد نفسه وترك أعماله ليجول خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم في موسم الحج والأسواق لتكذيبه، وقد روي أن أبا لهب كان لا يقتصر على التكذيب بل كان يضرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالحجر حتى يُدمي عقباه.
وقد كان ولداه متزوجين من بنتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكان عتبة زوجاً لرقية، وكان عتيبة زوجاً لأم كلثوم، وقد قال لولديه عندما نزلت «تبت يدا أبي لهب»: رأسي ورأسكما حرام إِن لم تطلقا ابنتي محمد، فطلقاهما وتزوجهما فيما بعد ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنهما، تزوج رقية وعندما توفيت، زوجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأم كلثوم.
لقد أبقت «تبت يدا أبي لهب وتب، ما أغنى عنه ماله وما كسب، سيصلى ناراً ذات لهب» هذه الأفعال الدنيئة إلى يوم القيامة، والعجيب أن أبا لهب لم يسلم حتى ولو تظاهراً ليكذّب القرآن، وكم من مؤذٍ يترك الكثير الذي يدل على أذاه.
احذر أن تكون أبا لهب، احذر أن تكون مؤذياً، احذر أن يُكتب تاريخك بالسواد.
@shlash2020