- لماذا؟ بيننا قطيعة.
وعندما تبحث عن القطيعة، تجد أن بين الأخت وزوجته سوء تفاهم مع زوجته، فقاطع الأخ أخته لأن زوجته قاطعتها، ولا أريد أن أقول ولم يبحث عن السبب، لأنه لا يحق للإنسان مقاطعة أخته مهما كانت الأسباب.
ومثل ذلك بعض الشباب الكريم مع أصدقائه، والذي لا يكاد يمر يوم بدون أن يراهم، وعندما تسأله: متى آخر مرة جلست مع أختك؟ متى آخر مرة تفقدت احتياجاتها؟ متى آخر مرة خرجت أنت وإياها إلى مطعم؟
تجد الإجابة لا تسر.
الأخت أقرب الناس لأخيها، وأحبهم له، وأحرصهم عليه، فنشأته نشأتها، وتاريخه تاريخها، والسقف الذي أظله أظلها، وفي تاريخنا المجيد قال الحجاج بن مسلم لامرأة أسر في بعض حروبه زوجها وابنها وأخاها: اختاري واحداً منهم.
فقالت: الزوج موجود، والابن مولود، والأخ مفقود، أختار الأخ.
فقال الحجاج: عفوت عن جماعتهم لحسن كلامها.
حتى الأخت المتزوجة يجب أن يحرص الأخ ألا يغيب عن أخته، فهذا سعادة لها وزيادة لمكانتها عند زوجها وأهله.
وحتى الأخت اليتيمة أو المطلقة، وكذلك الأخت من أب أو أم قد يكون حق كل واحدة منهن أكبر لأن حاجتها أعظم.
لقد تابعت أخت موسى عليه السلام أخيها وأعطتهم الرأي الذي فيه مصلحة أخيها حتى رده الله لأمه كي تقر عينها ولا تحزن، وأكرم نبي الإنسانية صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الذي كان وحيد والديه، أخته من الرضاعة ففي كتب السيرة أن: الشيماء بنت الحارث حين وقعت في الأسر مع بني سعد قالت: يا رسول الله، إني أختك من الرضاعة، قال: وما علامة ذلك؟ قالت: عضة عضضتنيها في ظهري وأنا متوركتك، فعرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العلامة فبسط لها رداءه، فأجلسها عليه وخيرها وقال: إن أحببت فعندي محببة مكرمة، وإن أحببت أن أمتّعك وترجعي إلى قومك فعلت، فقالت: بل تمتعني وتردني إلى قومي فنحلها غلاما وجارية وردها إلى قومها» وفي رواية قال لها: «سلي تعطي واشفعي تشفعي».
باختصار: لا تبتعدوا عن أخواتكم، فالأخت لا يكرمها إلا كريم، ولا يبتعد عنها إلا من يحتاج مراجعة عقله.
@shlash2020