من عينيها.. بدأ الليل يغزل خيوطه الهادئة، كأن الكون كله يهدأ ليصغي لصوت قلبها وهو ينبض بالأمل، كل نجمة تلمع في السماء كانت تهمس بسرٍ لا يعرفه إلا العشاق، سرِّ عن لحظات الانتظار الطويلة، وعن تلك النظرات التي تعبر دون كلمات، فتقول ما لا يستطيع اللسان التعبير عنه.
من عينيها.. بدأت الحكايات تُروى. قصص العاشقين الذين مروا من هنا، تركوا خلفهم بقايا حب في الهواء، أغانٍ تشققت بها قلوبهم ولم يُسمع لها صوت سوى بين النجوم. كانت تلك العيون هي الصفحة الأولى من قصة حب لا تنتهي، قصة لا تزال تُكتب في كل لحظة تمر، كل همسة، كل لمسة.
وفي عينيها.. التقى الماضي والمستقبل، كأنهما يرقصان معا في ليلة قمرية هادئة، لا شيء يعكِّر صفو اللحظة، إلا قلب يزداد خفقانًا مع كل نظرة، وكأن القمر نفسه يتنفس ببطء، يراقب هذا السحر الذي ينبع من تلك العينين اللتين تحملان أسرار العالم.
من عينيها.. يستسلم الوقت كأنه يريد أن يطيل تلك اللحظة للأبد. كل ثانية تمر تُنسج بحرير من الأمل، تخبر عن شوق خفي، عن أحلام لا تشي بها الكلمات، في حضرة تلك العيون، تصبح الحياة لحناً هادئاً، تتهادى به الأيام كرقصة رقيقة تحت ضوء القمر.
من عينيها.. ينبعث الدفء في قلب نابض بالألق، كأن حضورها وحده شمسٌ تشرق كلما اقتربت، عيناها تشعّان بالحنين، بألفة غير مبررة، كأنهما تعرفانك منذ الأزل، وتحملانك بأمان إلى غدٍ لا يُخشى فيه شيء. مع كل نظرة منها، يصبح العالم أوسع، ويصبح المستحيل ممكناً.
في عينيها.. تتجسد الألوان التي لم ترها الطبيعة قط كأن السماء تتلون لتشبه انعكاسها، وكأن الشمس تغرب لتفسح لها مجالا، هي عيون تمسك القلب برفق، تُهمس في أعماقه بالأمل، تتسع برفق لتروي قصة أكبر من الكلمات، أصدق من أي وعد، أعمق من أي لقاء.
في تلك اللحظة، ومن عينيها.. يكتمل القمر في السماء، كأنه يشهد على ولادة حبٍّ لا ينطفئ، يسافر عبر العصور، يظل حياً بلمعة عين وبسمة. وفي ذلك السكون الخفيف، يصبح الحب أغنية بلا نهاية، يتردد صداها بين النجوم، نهرا من الأحلام التي لا تجف، وذكريات تتجدّد مع كل نظرة.
نهاية: من عينيها.. بدأ الحب نهرا صافيا يتدفق بلا نهاية، لا يعرف الجفاف ولا النسيان.
@karimalfaleh