نازحين من مدن وقرى الجنوب اقاموا بطريقة غير نظامية يعني سكنوا بالقوة في منازل موجودة في العاصمة بيروت وعندما أراد المالكين لتلك المنازل استعادتها واخراج النازحين منها اضطروا للاستعانة بالقانون والسلطات، الشرطة والجيش، التي ساعدت ملاك المنازل من استعادتها، الأمر الذي دفع بالنازحين إلى التجمهر في الطريق العام، والاستنجاد بالمارة للتظاهر والهتاف في حق الجيش بأنه عميل وصهيوني.
ومن العلامات الغير مريحة أن هناك من بعض النازحين ومن المتظاهرين من حاول الاحتكاك الفعلي بقوات الأمن والجيش مما ينذر بخطر تطور الاحتكاك إلى صدام بين الجيش ومكوناته وبين النازحين و خلفيتهم المناطقية.
من يتذكر الحرب اللبنانية في منتصف سبعينيات القرن الماضي كما نقلت لنا المصادر بأن شرارتها أنطلقت من احتكاك مشابه لركاب إحدى الحافلات حصل بينهم احتكاك تطور عند الرجوع للانتماءات التي ينحدر منها كل فريق وكانت الشرارة الأولى للحرب الأهلية التي دمرت لبنان وما تزال بعض آثارها شاهدة في بعض المناطق اللبنانية إلى اليوم، يعرف الجميع أن لبنان من الهشاشة البنيوية للطبقات الاجتماعية وانتماءاتها الطائفية ومن التاريخ القديم الذي بني على مقولات قد لا تكون صحيحة بشكل مطلق ولكنها ومع ذلك عاشت زمن طويل يرددها الناس في لبنان وفي خارجة ومن ذلك مقولة « أنَّ قوة لبنان في ضعفه» والحقيقة كا نراها وكما بينتها التجربة التاريخية أن الضعف لايمكن بأي حال من الأحوال أن يولد قوة.
ويضاف إلى كل ذلك عادة سياسية سيئة في الحياة السياسية في لبنان هي أن كل الخصوم في الاقليم يدعمون طرف أو جانب لبناني في الداخل وكانت هذه اللعبة منذ ستينيات القرن الماضي على مستوى الأحزاب والتكتلات والقوى السياسية ، والإعلامية، وتطورت في ثمانينيات القرن الماضي ببروز حزب لبناني مدعوم عسكرياً هذه المرة من الخارج فكان دويلة حاولت مسخ الدولة والخوف أن تعيد الحرب للبنان.
@salemalyami