ولكن .. إذا نظرت إلى القائمة الشرفية للأندية المتوجة ببطولة الدوري السعودي عبر التاريخ، فلن تجد إلا فريقين فقط خارج الخماسي الكبير "الهلال والنصر والاتحاد والشباب والأهلي"، وهما الاتفاق والفتح، وهو الأمر الذي يجعلنا نتأكد أن هناك أندية كبيرة أخرى بالمملكة العربية السعودية بعيدًا عن الخماسي المذكور.
لعل أبرز ما يدور في الشارع السعودي خلال الأيام الحالية، هو معاناة فريق نادي الاتفاق، الذي غاب عن الانتصارات وقدم نتائج غير مقنعة.
وهذا ما يجعلنا نتوقف قليلًا ونتحدث عن نادٍ عريق له العديد من الإنجازات التي لا يمكن أن يتم إنكارها، أو فارس الدهناء كما يلقبه من يشجعه ويتابعه بشكل دائم.
نتحدث معًا عن نادي الاتفاق، منذ تأسيسه مرورًا بإنجازاته التاريخية وفترته الذهبية، وصولًا إلى معاناته هذا الموسم ومصارعته للهبوط..
بداية متأخرة لتحقيق الإنجازات
تأسس نادي الاتفاق عام 1945، حيث قرر أعضاء 3 فرق لكرة القدم، دمج الفرق في فريق واحد تحت مسمى "الاتفاق"، ومن هنا انطلق فارس الدهناء.
ولكن بدأ الجميع يتعرف على الاتفاق عام 1963 حينما كان يلعب نهائي كأس الملك لأول مرة في تاريخه، ولكنه تعرض للهزيمة على يد الاتحاد بنتيجة 6-2.
وشهد عام 1965 خوض الاتفاق نهائي كأس الملك أمام الأهلي ليخسر بثلاثة أهداف مقابل هدف، ثم لعب نهائي كأس ولي العهد، ولكنه ثأر من الاتحاد وفاز بنتيجة 3-0، وتوج بأول بطولة له.
الاتفاق ذاق طعم البطولات لأول مرة بعد مرور 20 سنة من تأسيسه، وهي التي تعتبر بداية متأخرة في عصر البطولات والإنجازات للنواخذة.
واستمر الاتفاق في تقديم عروضه القوية، حيث وصل إلى نهائي كأس الملك عام 1966، ولكنه خسره على يد الوحدة بهدفين دون مقابل، ولكنه واصل تألقه حتى وصل لنهائي كأس الملك عام 1968 أمام الهلال، وانتصر بأربعة أهداف مقابل هدفين، ليحقق البطولة لأول مرة في تاريخه.
انتهاء عصر الإنجازات
مع بداية السبعينيات الميلادية، تراجع كثيرًا أداء فريق نادي الاتفاق، وابتعد عن أندية الرياض وجدة وأصبح لا ينافس على أي بطولة، بعد سنوات من التألق.
وفي عام 1977 نجح الاتفاق في الصعود إلى الدوري الممتاز، بعد أن تم تصنيفه ضمن أندية الدرجة الأولى، ولكن سرعان ما بدأ إثبات نفسه بالدوري.
الاتفاق احتل المركز الثالث بترتيب الدوري السعودي عام 1978 متأخرًا بفارق 8 نقاط فقط عن الأهلي المتوج باللقب، ولكن بشكل غريب تراجع الاتفاق ليحتل المركز السادس موسمين متتاليين.
عصر ذهبي للنواخذة والتراجع
خلال فترة الثمانينات، حقق نادي الاتفاق العديد من الإنجازات، أبرزها كان التتويج ببطولة الدوري السعودي مرتين موسمي 1982-1983 و 1986-1987.
كما حقق كأس الملك مرة عام 1985، وحل وصيفًا مرتين عامي 1983 و 1988، في فترة كانت هي الأفضل في تاريخ نادي الاتفاق.
الاتفاق وقتها كان يمتلك كوكبة من أفضل اللاعبين في تاريخ الكرة السعودية، تحت قيادة المدرب الوطني خليل الزياني، الذي قاد الفريق خلال تلك الفترة.
أبرز لاعبي الاتفاق وقتها كان صالح خليفة الذي يعد واحدًا من أبرز صانعي الألعاب بتاريخ الكرة السعودية، الفريق كان يضم نجومًا كبار خلال الثمانينات، أبرزهم عيسى خليفة وسلمان نمشان ومبارك الدوسري وعادل الصالح وجمال محمد وأبو حيدر وفيصل البدين وسلمان حمدان.
ولكن مع نهاية عقد الثمانينات، بدأ عددًا من هؤلاء النجوم في الاعتزال والرحيل عن صفوف نادي الاتفاق، ليتراجع الفريق بشكل ملحوظ للجميع، ويبتعد رويدًا رويدًا عن المنافسة.
وفي الفترة الأولى من التسعينات قدم الاتفاق مستويات جيدة، ولكنه لم يحقق إنجازات كبيرة، حيث حقق بطولة كأس الأندية العربية عام 1990 وكأس الاتحاد السعودي 1991 فقط.
بعدها لعب على نهائي الدوري السعودي أمام الشباب عام 1992، وخسره الفريق بركلات الترجيح، ومنذ ذلك الحين ابتعد عن المنافسة ولم يعد متواجدًا على منصات التتويج.
من المنافسة على البطولات إلى الهبوط!
استمر الاتفاق في حالة من التخبط حتى عام 2007، حيث عاد للمنافسة من جديد، ولكن ليس بنفس قوة المنافسة السابقة، حيث لم يحقق شيئًا سوى بطولة كأس الخليج الودية.
وبعدها خاض الاتفاق نهائي كأس ولي العهد عام 2008 أمام الهلال وخسره بهدفين دون رد، وفي عام 2012 خسر النهائي مجددًا أمام الهلال أيضًا بهدفين مقابل هدف واحد.
ولكن بعد عام 2012 قرر رئيس الاتفاق وقتها عبد العزيز الدوسري، إعادة بناء الفريق من جديد، وتخلى عن أبرز نجومه مثل يحيى الشهري، ولكن جاءت النتيجة عكسية تمامًا.
نتائج الاتفاق بدأت في التراجع بشكل ملحوظ حتى إعلان الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى عام 2014، بعد احتلال الفريق المركز قبل الأخير بترتيب الدوري السعودي وقتها.
وعاد الاتفاق مرة أخرى إلى الدوري السعودي للمحترفين موسم 2016-2017، وفي الموسم الأول بعد العودة احتل المركز الحادي عشر، ليهرب من الهبوط.