أسرعت قناة خليجية «مقاومة جداً»، بعقد ندوة عاجلة، وتحدث الضيوف عن «اليد الطولى لحزب الله» الشجاعة المدربة العبقرية، وتفعيل «الخبرة التراكمية» للحزب، وتحقيق «وصية السيد» بالإجهاز على إسرائيل.
والمذيعة لا تنفك تذكر الضيوف بعناد المقاومة وبطولاتها. والضيوف ينفعلون أكثر ويزايدون ويتشنجون. وظننت أن مفاجأة قد حدثت، وأن إسرائيل تلقت ضربة نوعية أكثر إيلاماً من «غزوة البيجر»، وتخيلت أن آلاف الصواريخ دمرت نصف تل أبيب وقتلت آلاف الجنود. وصدمت بعد أن اكتشفت أن كل هذا الهدير حول مسيرة للحزب اصابت مقراً عسكرياً إسرائيلياً قتلت ثمانية جنود، وأصابت 60 آخرين بجراح.
وتألمت أن يصل الإعلام الدعائي، لهذا المستوى من الضحالة واختراع الأوهام، وتضخيم الحوادث، وتزوير الواقع لإرغام الناس على تكذيب ما تشاهده اعينهم.
وانتهت الندوة، لكن المذيعة «المقاومة» وضيوفها «المقاومون» نسوا أن يعلنوا قرب استسلام اسرائيل، وأن قوات المقاومة حررت القدس وتلاحق الإسرائيليين من بيت لبيت، وأيضاً، والأهم أيضاً نسوا أن يقولوا أن المقاومة قبضت على نتنياهو وتحاكمه بجريمة قتل «سماحة السيد».
واسرفت المذيعة وضيوفها في الحديث عن بأس المقاومة وتلقين إسرائيل الدروس، بينما الحقيقة المعلنة أن حزب الله تخلى عن حلمنتشياته ويتوسل وقف إطلاق النار، ويطالب بتطبيق القرار الأممي 1701، وهذا يؤكد ضمناً أن الحزب وافق على فصل الجبهات. لكن العرض تأخر كثيراً لأن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قد رفضه كلياً.
وأقدر أن لحزب الله مؤيدين يحاولون الحفاظ على الروح المعنوية، وهذا ليس عيباً، لكن ِالعيب أن تقدم بهذه الفجاجة والمزايدة والاستخفاف ومخاطبة السذج والبسطاء وتغييب عقولهم. وكان بإمكان القناة ومذيعتها وضيوفها القول أن الضربة مهمة وتشكل تذكيراً لإسرائيل بحضور المقاومة وقدرتها على المناورة..إلخ.
وليس تصوير الأمر على أنه انتصار كاسح للمقاومة وفرض سيطرتها على مجريات الحرب.
والمهم أن القناة والمذيعة والضيوف والمذيعة «تونسوا» وانتشوا كثيراً بترويج هذا النوع من «المخدرات الدعائية»، وبعد الحلقة ذهبوا لالتهام لذيذ الطعام والاستعداد لمزايدات أخرى .
*وتر
السفوح الخضر
وحقول الزيتون يداهما لهيب النار،
وأرض الخلود يباب والهزيمة، كل الهزيمة، ضجيج المنابر الهدارة أوهام .
@malanzi3