كانت شبكة لينكد إن تُعتبر في البداية موقعًا للتواصل بين المحترفين، ولكن تجاوزت هدفها الأصلي وتطورت لتصبح أداة لا غنى عنها، هذا التحوّل ليس مجرد تغيير في الاستخدام، بل هو تغيير عميق في كيفية تصوّر استراتيجيات التسويق وتنفيذها، وفي الوقت الراهن تستخدم الشركات لينكد إن ليس فقط للتواصل، ولكن لبناء العلامات التجارية، وقيادة الفكر، وحملات التسويق المستهدفة، وبالنظر إلى المستقبل، يبدو أن مسار لينكد إن سيعيد تعريف ليس فقط استراتيجيات التسويق، ولكن أيضًا طبيعة التفاعلات المهنية ورؤية العلامة التجارية.
أصبحت لينكد إن أداة حيوية في استراتيجيات التسويق الرقمي لعدة أسباب أولًا تحتوي المنصة على قاعدة مستخدمين مؤهلين، تتألف من محترفين وصناع قرار وهذا يمنح الشركات الفرصة للوصول إلى جمهور مستهدف ذي صلة عالية، ثانيًا توفر لينكد إن ميزات قوية لمشاركة المحتوى مثل المقالات ومنشورات المدونات، وهذا يتيح للشركات إظهار خبرتها وتأسيس سلطتها في صناعتها، بالإضافة إلى ذلك، تقدم لينكد إن القدرة على إنشاء إعلانات مستهدفة للغاية، مما يزيد من عائد الاستثمار الإعلاني
وتتيح أدوات لينكد إن الإعلانية الوصول إلى جمهور محدد بفعالية ودقة أكبر، حيث يمكن اختيار الفئة المستهدفة بناءً على المسمى الوظيفي، المجال المهني، الخبرات، وحتى الموقع الجغرافي، مما يعزز من جودة العملاء المحتملين ويزيد من فرص النجاح في الوصول إلى الشريحة المحددة، ويمكننا القول استطاع لينكد إن أن يعيد تشكيل ثقافة الإعلان والترويج ويحوّلها من التركيز على البيع السريع إلى استراتيجية طويلة الأمد تعتمد على بناء العلاقات، مشاركة المعرفة، وتعزيز القيم، مما أثر على استراتيجيات العلامات التجارية وجعل منه جزءًا أساسيًا من التسويق الرقمي وهذا ما تتفق معه مقالة " كيف غير لينكد إن صناعة التسويق؟" التي نشرتها منصة Anyleads المتخصصة بأتمتة التسويق.
تمكنت شبكة لينكد إن من إثبات نفسها في مجالها المهني، واستطاعت أن ترسم خارطة نجاحها في ميدان الإعلان والتسويق، فهي منذ بدايتها لم تتوقف عن عملية التحسين والتطوير، ولم تسير على نهجٍ سار عليه بقية الشبكات الاجتماعية، بَنت لينكد إن ثقافة تسويقية تتفرد بها جذبت من خلال العلامات التجارية واحتفظت بهم كشركاء للنجاح.
syalaboud@