في ثنايا سكناتي التي ملكتني دون أن أشعر، لحظتني د. سحر فقالت بحسها اللطيف: هَلَّا شاركتنا تأملك الصامت الذي باحت به لحظة سكون و نظرك الذي حاصر الكوب؟ ابتسامة نبتت على طرف ثغري فقد ضبطتني في لحظة شرود، قلت :هذا الجمع الجميل و الحوار المثمر أكد لي قاعدة كنت أؤمن بها بشدة، وسأُلخصها لكم باختصار، عنوانها» الأناقة « فطالما نظرت لها على أنها أسلوب متوازن ومتناسق، تناسب من يتقلدها ولا يتقلدها إلا ذو ذوق باهظ الشعور.
الأناقة كما أراها ليس فقط في اختيار الألوان، وليس فقط في اختيار مذاق لذيذ وشراب ألذ ، الأناقة تسكن في حب ذاتك واختيار ما يناسبها من أشخاص والارتقاء بها لكل جميل ، الأناقة مختصر جميل لكل راقي في التعاملات ، في أساليب الحوار ودرجة الصوت ، في آليات التعامل ، في الظنون حتى الباطن منها والذي تستوحده مع ذاتك، في الأقوال والأفعال وفي السكنات والحركات والإيماءات.
أنهيت حديثي بابتسامة كنت استعرتها لتكون نقطة نهاية الحديث، واستقبلتُ ابتساماتهن وكانت كلمات مستعارة تدل على تأيدهن لمضامين الحديث.
تتابع المساء ومع كل لحظة تمر تبروزت للأناقة مفاهيم ، إلى أن انتهت الأمسية ، وودعنا بعض بدعاء رقيق أضاف لحصيلة مفاهيم الأناقة لدى مفهوما جديدا، الأناقة أيضا قد تكون في دعاء تخيرت كلماته حسب حاجة من تدعو له ، فإن لم تكن له حاجة تفننت في اختيار ما يدخل السرور على لبه فيبتهج فؤاده بما قل و لكن عنى له الكثير.
@ALAmoudiSheika