هنا الوردة تقطف الوردة!!
تستخرج المرأة اللبنانية منها ماء الورد الصافي برقة وحب، هذا الماء الذي يُعد كنزا من كنوز الطبيعة، تضعه الأم اللبنانية على وجه ابنها الصغير لتمسح برفق على خديه، كما لو كانت تمنحه نقاء وروح الجمال المتدفق من الأرض نفسها حتى أنها تقطر ماء الورد في عينيه لتنظيفهما وصنع الجمال بهما.
هنا الجمال يصنع الجمال!!
ترى المرأة اللبنانية في ذلك طقسا من طقوس الحماية والنقاء، وكأنها تطرد عنه غبار العالم ومآسيه، وتغرس في عينيه رؤية الجمال والأمل رغم كل شيء.
وبينما تنهمك هذه الأم في زرع الجمال، تسعى إسرائيل لإنتاج الموت والدمار على أرض لبنان، ففي اللحظة التي تنبت فيها زهرة في يدٍ، تدوي قذيفة في اليد البشعة الأخرى، تخترق براءة الطفولة، وتنزع عن هذا البلد حلما جديدا، قرى بأكملها تُنسف، أطفال وشيوخ يتعرضون للقصف، ومدن تاريخية وجمال طبيعي يتلاشى أمام وابل من الصواريخ لكن الورود اللبنانية لن تسمح لأساطيل المحتلين بأن تمس شغفها للجمال.
هنا الوردة تتحدى الصاروخ!!
القصف لا يفرق بين طفل وكهل، بين بيت وحجر، إنه يزرع الرعب بدل الأزهار، ويحاول طمس ملامح الجمال الذي يسعى اللبناني للحفاظ عليه رغم كل الظروف.
يظل اللبنانيون صامدين كجبالهم. جمالهم يصارع قسوة الأيام. يرسمون بيديهم مستقبلا مملوءا بالأمل.
نهاية:
اللبنانيون يبحثون عن الجمال ويضعونه في شرفات البيوت وأيدي الأمهات وعيون الأطفال.
@karimalfaleh