وفي هذه الأيام تعيش السوق المالية السعودية فترة إعلان النتائج المالية للشركات المدرجة في الربع الثالث، ومن المهم الإشارة إلى أن النتائج وإن كانت ربع سنوية إلا أنها باتت مؤثراً مهماً على أداء الأسهم المدرجة، وفرص تحفيز السيولة النقدية على الاستثمار في أسواق الأسهم؛ باعتبارها وعاءً استثمارياً موثوقاً ومعروفاً.
وفي هذا المقال، سأشير بشكل واضح إلى أهمية دور إدارات الشركات في تحقيق أرقاماً إيجابية على صعيد النتائج المالية للشركات المدرجة، إذ أن هذا الأداء هو الذي ينعكس في نهاية المطاف على أداء الأسواق المالية؛ فكلما تحسن الأداء المالي للشركات المدرجة.. كلما كانت هنالك فرص صعود في مؤشرات الأسواق؛ هي قاعدة عامة ومعروفة بأسواق المال.
ومن ناحية أخرى، فإن المستثمرين في أسواق الأسهم يعلمون تماماً أن لهذه النتائج أثراً مهماً على قراراتهم الاستثمارية، إلا إنه من المهم أن تكون هذه القرارات مبنية على قراءات متأنية للنتائج المالية المعلنة وأسباب تحسنها أو انخفاضها.. فعلى سبيل المثال حينما يكون لدى شركة تحسناً واضحاً في نتائج الربع الثاني بسبب زيادة في حجم المبيعات وتحسن هوامش الأرباح فإنها بلا شك ستكون محط اهتمام المستثمرين في حال كانت في مناطق سعرية آمنة وجاذبة.
النتائج المالية للشركات ليست فقط بياناً صحافياً أو أرقاماً تعلن بشكل دوري؛ هي مرآة حقيقية تعكس أداء الشركات تشغيلياً وحصتها التنافسية وقدراتها التسويقية ومدى تمكنها من مواكبة القوة والحيوية التي يشهدها الاقتصاد السعودي في ضوء رؤية 2030؛ إذ بات اقتصادنا الوطني يسجل معدلات نمو وحيوية ملفتة.. وهي معدلات النمو التي تشكل دعماً وتحفيزاً قوياً للقطاع الخاص.
ومن المهم التفريق بين الأرباح المتحققة تشغيلياً والأخرى غير التشغيلية، كما أنه من المهم التفريق بين الأرباح المتحققة من عوائد استثمارية، والأخرى المتحققة بسبب بيع أصول أو ما شابه، فالشركات التي تبيع بعض الأصول وتعلن عن أرباح قوية، غير الشركات التي تعلن عن نمو ربحي جديد بسبب تحسن الأداء التشغيلي، الحديث عن هذا الأمر لا يسع المجال لذكره هنا، ولكن من المهم أن نقرأ جيداً الأرقام التي تعلنها الشركات والتوضيحات المرفقة، فهي بوابة الاستثمار الآمن والناجح - بإذن الله -.
@shujaa_albogmi