تلك الأكاذيب، أو بالأحرى الموروثات غير المدققة، رسخت بعض الأفكار التي اكتسبت طابعًا يقارب «الحقيقة»،رغم أنها قد تكون بعيدة عن ذلك. من أبرز الأمثلة على ذلك فكرة «الإطار المرجعي الثابت»، والتي سادت لفترة طويلة، متأثرة بنظريات نيوتن حيث كانت الفيزياء الكلاسيكية تصف الكون بنظام ميكانيكي تتغير فيه الأجسام وفق قوانين حتمية وثابتة ولكن مع ظهور النظرية النسبية لأينشتاين، تلاشت فكرة الإطار المرجعي الثابت، حيث اكتشف العلماء أن الزمان والمكان ذاتهما يمكن أن يكونا متغيرين اعتماداً على السرعة والجاذبية، ولا تزال بعض المفاهيم المرتبطة بالفيزياء الكلاسيكية تدرّس دون التعمق الكافي في فهم هذه المتغيرات، مما يترك للطلاب صورة غير مكتملة أو حتى مشوهة للواقع الفيزيائي.
من الأكاذيب فكرة «الفراغ التام» ، إذ افترض العلماء قديماً أن الفضاء الخارجي فراغ خالٍ من أي طاقة أو مادة ولكن مع الاكتشافات الحديثة، مثل «الطاقة المظلمة» و «المادة المظلمة»، تغير هذا المفهوم، حيث أن الفراغ ليس خالياً تماماً، بل يحتوي على أنواع غير مرئية من الطاقة التي تساهم في تمدد الكون. وأخيراً ، مفهوم «الزمن المطلق» كان ولا يزال أحد الموروثات التي تمسك بها العديد من الفلاسفة والعلماء في الماضي، أينشتاين مع نظريته النسبية، أثبت أن الزمن نسبي،.
تكمن المشكلة الرئيسية في هذه الأكاذيب المتوارثة في أنها تجعل الفهم السائد عن الفيزياء قاصراً عن مجاراة التطورات الجديدة. لا يعني هذا أن كل ما ورثناه في الفيزياء هو كذبة، ولكن يجب أن يُنظر إلى بعض المعتقدات بنظرة نقدية وتطويرية. الفيزياء علمٌ يتجدد ويتطور، وحريٌّ بنا أن نكون أكثر استعداداً لتحدي المفاهيم المتوارثة وتبني أفكار جديدة تتوافق مع الحقائق العلمية التي نكتشفها يومًا بعد يوم. في ختام الحديث عن آخر نظريات الفيزياء، يبدو أن هذا المجال لا يزال مليئاً بالألغاز والاحتمالات اللامتناهية. من «نظرية الأوتار» التي تطرح كوناً متعدد الأبعاد، إلى «ميكانيكا الكم» التي تعيد تعريف الواقع بطرق مذهلة.
ختاماً .. نجد أنفسنا أمام ثورة علمية تستدعي إعادة التفكير في كل ما نعرفه، وتبقى الفيزياء مفتاحاً لفهم الكون وكشف أسراره.
@malarab1