ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُوْلَهُ.. عَلَيَّ بِأَنْوَاعِ الهُمُوْمِ لِيَبْتَلِي
فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّى بِصُلْبِهِ.. وأَرْدَفَ أَعْجَازاً وَنَاءَ بِكَلْكَلِ
ألاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيْلُ ألاَ انْجَلِي.. بِصُبْحٍ، وَمَا الإصْبَاحُ منِكَ بِأَمْثَلِ
فَيَا لَكَ مَنْ لَيْلٍ كَأنَّ نُجُومَهُ.. بكل مُغار الفتل شُدّت بيذبل
*يظهر لنا أن شاعر كِنْدة يحمل بغضا وضغينة لظلام الليل، وقليل من الشعراء يفعل ذلك ، فالليل ونجومه وهدوؤه ونسيمه من ملهمات الشعر، والليل والرومانسية توءمان. ولأسباب لم يذكرها الشاعر جعل الليل وحشة يرجو ويتمنى زوالها .
«ياليل ياعين» هي هذا الموضوع من المواضيع التي اتعبت العديد من الباحثين ، فراحوا يبحثون في ليل العرب الطويل وسحره عن تلك الرابطة التي بين غنائهم والليل، وقد احب العرب الليل فأرخوا بلياليه وابتردوا من هجير الصحراء، وقد وجدوا الشعراء يتنادون بالليل ويناجون مميزاته
الأغنية العربية في مصر والشام أخذت نصيبا وافرا من كلمة ياليل ، وبعض المواويل تتلوها بعبارة «ياليل ياعين» ولا أكاد أدرك الرابط بيم المفردتين، إلا إذا كان المغني يقصد سهر الليل.
سمعتُ أحد المتندّرين يقول: كل أغانينا تضم «ياليل» ولم أسمع أغنية تُردّد «يانهار !!». نقيضا لامريء القيس أغنية قديمة لكارم محمود تقول: ياليل طوّل على مايانشِ العشّاق وقل للفجر.
أغنية لأم كلثوم أيضا على نقيض امرىء القيس تقول : وِنقول للشمس.. تعالي تعالي .. بعد سنة، مش قبل سنة.
أغنية قديمة لأم كلثوم أيضا تقول: ياليلة العيد أنستينا، مع أن الفرح يأتي صباح العيد.
ولا ننسى أبو الطيّب المتنبي في هذا المجال، فأبو الطَّيب الذي بلغه خبر وفاة خولة وهو في العراق أحسَّ أن اللَّيل قد طال عليه ويتساءل عن حال سيف الدَّولة صاحب الفاجعة متوقعاً أنَّ ليله قد طال أكثر. وسنجد نفس المعنى للَّيل في قول أبو تمام:
عادتْ له أيامُه مسودَّةً حتى توهَّم أنَّهنَّ ليالي
لم تشتهر رواية في التراث الإنساني الأممي، كما اشتهرت «ألف ليلة وليلة» وارتبط اسمها للأبد باسمي «بغداد» و»هارون الرشيد» وباتا علامة حضارية كبرى في كل أرجاء المعمورة .
@A_Althukair