بعد الهزيمة الموجعة لحزب الله، وحلفائه الذين برهنوا أن قوتهم على الأرض واهية ومجرد تضخيم إعلامي، أصيب نافخوا الأبواق بهستيريا صدمة الهزيمة.
طفى على سطح الموجة عماني يدعى علي المعوشني، ويسمى نفسه باحث في مجلس الشورى العماني. وبرز في التواصل الاجتماعي، ليس لأنه يتمتع بآراء تحليلية حصيفة، بل لأنه يؤلف معلومات خيالية واماني يحولها لمعلومات. ويبدو أنه ينتشي بالتصفيق، فيمعن في تأليف الخرافات بلا حياء. وقد تجاوز تأليف حكاية أن المقاومة انتصرت وإن إسرائيل منيت بهزيمة منكرة، بل هو يؤكد (من معلوماته) أن الزلزال قادم وسوف يدمر البنية التحتية لإسرائيل.
كيف؟
تخيل المعوشني أنه لو توجه مليون أو ميلوني مقاتل إلى الجبهة سوف يشكلون طوفان يلتهم إسرائيل وجيشها، ثم حول الفكرة الخيالية إلى معلومة و«فيلم» مرئي: «يا إخوان» سوف يتوجه إلى الجبهة مليون أو مليونا مقاتل يحاصرون إسرائيل ويدمرونها.
وبعد أن ضمن المعوشني تدمير إسرائيل، وأن إيران حددت 80 هدفاً حيوياً إسرائيلياً، انتقل الى الحديث عن حال الإسرائيليين المزرية، وتساءل «يا إخوان» كيف يستطيع الإسرائيليون «تحمل هذا الشتاء وهم بلا كهرباء وماء وغذاء وتدفئة». ولم يقل ماذا سيفعل المعوشني بملايين الإسرائيليين. هل يأخذهم سبايا أو يرميهم بالبحر؟
وشغف المعوشني بالفكرة الخيالية منعه من أن يتخيل أن الإسرائيليين ليسوا ساذجين، وبكل بساطة، يمكنهم إبادة حشود المعوشني قبل أن يصلوا إلى الجبهة.
حسناً المعشوني مصاب بهستيريا وهلوسة وينتشي بتأليف الخرافات، لكن اللوم على القطيع الذي يشجعه على المزيد من التأليف، والكل يشاهد، على الهواء، إسرائيل تفتك بالمقاومة وقواعدها، وأصبحت غزة وقرى جنوب لبنان خاوية على عروشها.
ويبدو أن ما يسمى بالمقاومة، مثل المعوشني تمتع بخيال واسع ساذج، إلا لما أعطت للوحشية الإسرائيلية فرصة أن تدمر وتقتل وتجتث.
وتر
المقاومون الذين يبشرون بالفتح المبين
مجرد نفخة في الهواء،
ويتحول ضجيج المنابر إلى وليمة للدم والنار
وغابات الأرز محارق
@malanzi3