و«زكرت» أي المفلس خالي الجيب، ويقال إن أصل اشتقاقها أن «حراس الأمن» في أرامكو «السكيورتي» كانوا شبابا يدخنون وكان التدخين جرماً عظيماً آن ذاك، ولم يكن بهذا التساهل اليوم، ولأنهم خارجون عن النسق الاجتماعي العام، فقد قلبوا «سكيورتي» إلى زقيورتي وتحولت زقرتي تخفيفاً وأصبحوا يجمعونها زقرت.
ونحن باللهجة الخليجية نطلقها على المهتم بزيه على حساب جيبه حتى إن مَن يراه يظنه من أصحاب الأموال لكنه مفلس في الحقيقة! وينطبق عليه المثل القائل: «من برا الله الله ومن داخل يعلم الله».
وكثير من هؤلاء الزقرت في وقتنا بالكاد يستطيعون تحريك رؤوسهم، التي أثقلتها نسفة «الكوبرا» و«التشخيصات» المشابهة! أو كمية الجل والإكسسوارات ووهم «الكشخة»، التي ظنوها في أنفسهم! يتجولون في الأسواق وكأنهم عارضو أزياء يمترون المجمعات تمتيراً دون أن يحملوا كيساً واحداً!
وعدد ليس بالقليل منهم يتعمدون التجمع أمام أكشاك العطور «يتميلحون» أمام البائعات ولولا أن البائعة قد تعاطت الدورات والبرامج المكثفة في الصبر والتحمل «لحذفتهم بأقرب زجاجة»! وقد انتظرتُ دوري طويلاً أمام أحد الأكشاك، التي اجتمع فيها نفرٌ من البشر يجربون روائح العطور واحداً واحداً ويتناقشون فيما بينهم بعد كل رائحة اعتقادا منهم في ورشة عمل! ويحملقون في «البائعة»، التي أعطتهم وجه بزيادة، فزادوها مللا ورهقا! فانتهزتها فرصة في دراسة حالة هؤلاء «الزقرت»، الذين ذهبوا وجاء غيرهم مكررين ذات المشهد وحيث إنهم أصحاب نظرة ثاقبة «انتفائيون»، فهم يبحثون عن البائعات بمواصفات معينة حتى يتجنبوا «الفلعة»! وحتى لا أحمل وزر ظنوني السيئة سألت البائعة عن هؤلاء الزقرت فوافقتني الرأي وأبدت امتعاضها من هؤلاء الثقلاء، الذين يبح صوتها وهي تسوق بضاعتها ويتظاهرون أمامها بالتفاعل لكن الحقيقة أنهم ليسوا الزبائن الذين تأمل المكاسب من ورائهم، فبالكاد يملكون ثمن فطيرة بيض من «البوفيّة» فضلا عن زجاجة عطر بالمئات أو الآلاف!
وإذا كان هدف هؤلاء «التميلح» فقط، فعليهم أن يتذكروا جيداً أن لهم أخوات قد يكن في ذات الموقف، ولن يرضى لهن بشباب يتجمهرون أمامها بلا مهمة وتضطر لمجاراتهم، فهي في موقف عمل يتوجب عليها استقبال «الزين والشين».
فإلى كل الزقرتية: «تزقرتوا» كما تشاؤون، وليتكم عن بناتنا تغضون وتشيحون.
@ghannia