ولكن -ومع الجهود المبذولة من الجهات الرسمية ذات العلاقة- إلا أننا لا زلنا نأتي إلى بعض الأماكن الجميلة فنجدها بأسوأ حال بعد أن غادرها من قبلنا، ونتمنى أن لا يقول عنا من بعدنا ما قلناه عمن سبقنا.
تلويث المكان وتدمير البيئة مسيء من كل إنسان، ومن ثلاثة أشد سوءاً:
صاحب الغنم والابل الذي يعتمد على البر، فتجد بعض أصحاب الحلال عاق للأرض التي يكرمه الله من خلالها وهو بأمس الحاجة لها، فعندما يموت أحد حلاله يلقيه في أقرب مكان الأهم ألا يكون قريباً منه، وهو أعرف الناس أن هذه الجيف دمارٌ على كل شيء، ومثلها عندما يرحل من مكانه تجده يترك المكان بأسوأ حال رغم أنه في أغلب الأحيان سيعود إليه إن لم يكن هذا العام ففي العام القادم، إن صاحب البر هو الذي يجب أن يكون أكثر وعياً وحرصاً من غيره لأنه الأكثر حاجة وبالتالي تضرراً.
وعاشق البر الذي جهز سيارة الرحلة وكل يوم في مكان، هذا العاشق هو أكثر من يستمتع، وبالتالي هو أكثر من يحتاج للمكان الجميل، ولذلك يجب أن يكون هو الأكثر وعياً، أما أن تأتي إلى المكان بعد عشاق الرحلات كما يتبين من سياراتهم المجهزة بكل شيء، فتجد كل البقايا موجودة، أو تجد طريقة قيادة مدمرة للأرض، هذا شيء غريب جداً، جهزوا عقولكم قبل أن تجهزوا سياراتكم.
والمرأة، أستغرب حقيقة عندما أمر على مكان عائلة خرجت إلى البر أو جلست بجانب الشاطئ أو في حديقة فأجدها تركت في مكانها كل شيء حتى ما لا يليق من بقايا الأطفال، وأقول: الغريب أن معهم امرأة، والمرأة هي الأحرص على النظافة بحكم طبيعتها، وكيف هي حال هذه المرأة في بيتها؟ وأي رسالة تقدمها لأولادها ولمن معها ومن بعدها؟!
يقول أحد العقلاء: عندما أخرج في رحلة أحرص على ترك المكان أفضل مما كان، بأن ننظفه ونأخذ البقايا التي وضعنا لها كيساً من بداية الرحلة، ثم نرميها في أقرب حاوية، كل ذلك خوفاً من أن يأتي بعدي من يقول: «الله لا يوفقه»، فتنقلب سعادتي بالرحلة إلى حزن وتعاسة.
@shlash2020