الوعي، كركيزة أساسية في حياة الإنسان، يساعد الشباب على إدراك أبعاد حياتهم، ويعينهم على اتخاذ قرارات ايجابية تعزّز من استقلاليتهم وتحدّد مساراتهم المستقبلية. الإدراك والوعي هما القدرة على فهم الذات وفهم البيئة المحيطة، والتفكير بعقلانية في القيم والأفكار. ويمثّل هذا الوعي حجر الزاوية في بناء شخصية متوازنة للشباب، حيث يعزّز مهاراتهم في التفكير النقدي ويجعلهم قادرين على اتخاذ قرارات تعكس هويتهم واحتياجاتهم الحقيقية. على سبيل المثال، الشباب الواعي هو الذي يستطيع تحديد مساراته التعليمية والمهنية بناءً على رغباته وقدراته، وليس فقط على ما يفرضه المجتمع والظروف المحيطة. هذا النوع من الوعي يعزّز لديهم الشعور بالمسؤولية، ويجعلهم مشاركين فعّالين في مجتمعاتهم، مما يساهم في خلق جيل واعٍ ومدرك لأهمية دوره في المستقبل.
الشباب يواجه تحديات عديدة قد تؤثر على قدرتهم في تطوير الوعي. ومن هذه التحديات:-
التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي ؛ حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الشباب اليوم، ورغم أنها توفّر لهم فرصة للاطلاع على العالم وتبادل الأفكار، إلا أنها قد تؤدّي أيضا إلى تشتت انتباههم وتوجيههم نحو قيم وسلوكيات غير واقعية. في كثير من الأحيان، يتعرض الشباب لضغوط غير مباشرة عبر وسائل التواصل، كالسعي للحصول على الإعجاب والشهرة، أو تبني معايير قد لا تتوافق مع هويتهم الحقيقية.
كما أن النظام التعليمي التقليدي في بعض الدول على التلقين بدلاً من تنمية مهارات التفكير النقدي، مما يجعل الشباب يتعلّمون بهدف اجتياز الامتحانات فقط، بدلاً من اكتساب مهارات الحياة الضرورية. يمكن للنظام التعليمي أن يفتقر إلى الأنشطة التي تعزز الوعي الذاتي أو التفكير النقدي، مما يجعل الطلاب غير قادرين على فهم الواقع بشكل كامل أو التفكير في مستقبلهم بوضوح.
ويعاني بعض الشباب من ضغوط بعض الأصدقاء أو التوقّعات المجتمعية التي قد تقيّيد حريتهم في التعبير عن آرائهم أو اتخاذ قرارات تتناسب مع شخصياتهم وقيمهم. أحيانًا، تكون معايير المجتمع مختلفة عن القيم والأهداف التي يسعى إليها الشاب، مما يجعله يشعر بالتردد أو الحيرة في اتخاذ القرارات.