صرخة يستهل بها كل قادم للحياة، يتألم أما فرحاً أو خوفا من الغد والمجهول، تقرير مبكر لحقيقة الحياة واقترانها بالألم، ويكبر الإنسان ساعة بساعة وسنة بسنة ويكبر معنا الألم بأسباب وأصناف وصور مختلفة، أحيانا يكون ألم في البطن والأمراض المجهولة التي كلنا نعرفها مصحوبة بالآلام تتعب حياتنا.
أن الله تعالى هو خالق كل شيء والألم من الأشياء.. ومن صفاته سبحانه وتعالى أنه حكيم خبير.. والله لا يخلق أي شيء عبثاً دون نفع أو جدوى ومن المؤكد ثمة منفعة من الألم للبشر علمها من علم وجهلها من جهل وما علينا إلا أن نتأمل هذه الآلام وندرسها بشيء من التعمق لنعرف فوائدها والحكمة منها والآلام ذو فائدة فهو ابتلاء من الله سبحانه وتعالى والآلام والابتلاء مع الصبر نعمة تستوجب الشكر والله إذا أحب عبدا ابتلاه .
والآلام جزء لا يتجزأ من التجربة الإنسانية بدلا من تجنبه وهو تجربة إنسانية شاملة يتعدى كونه الآلام جسدية إلى الآلام النفسية وكذلك العاطفية.
التأثير الجسدي يتحدد وفقا للحركة اليومية والقدرة على أداء المهام اليومية يؤدى إلى تغيرات في نمط الحياة والألم النفسي يمكن أن يؤدى إلى الاكتئاب والقلق ويؤثر على العلاقات الشخصية والعملية مما يؤثر على صعوبة التكيف مع التغيرات في الحياة.
التأثير الاجتماعي يسبب الألم شعورا بالعزلة والأشخاص الذين يعانون من الألم قد يجدون صعوبة في التواصل مع الآخرين
وقد ينظر الإنسان بأن الألم نقمة لكنه في حقيقته يكون نعمة لأن الآلام تصيب الإنسان ولها وجهان ونحن البشر لا نرى إلا وجه واحد وهو الشقاء والعذاب.
الألم نعمة حقيقية تجعلنا نتجنب ونبتعد عن كل ما يؤلمنا مثل الألم الناتج من لمس أيدينا لسطح ساخن فلا نعاود فعلتها مرة أخرى لأن الألم يسرى من أصابع أيدينا إلى المخ ويترك بصمة للذكرى ويحفظنا من ألم النار مستقبلا والتذكير بأن هذه الدنيا فانية.
غالبية الناس يكرهون الألم ويهربون منه، لكن لا أحد ينكر أن الألم له فوائد كثيرة في حياتنا وما سمح الله بالألم إلا وله فوائد في حياة الناس، فهو ابتلاء من الله سبحانه وتعالى والآلام والابتلاء مع الصبر نعمة تستوجب الشكر. والله إذا أحب عبدا ابتلاه ونعمة الألم تنمى نعمة الإحساس بالآخرين لنقدم لهم العون والمساعدة ويتحقق بذلك التكافل الاجتماعى الذى حث عليه ديننا الاسلامى.
[email protected]