ولم يفق العرب من نشوة النصر إلا بصدمة عنيفة، اكتشفوا أن إسرائيل، في ستة أيام، ابتلعت سيناء من البحر إلى البحر، واحتلت القدس والضفة الغربية، وأجزاء من الأردن وسوريا، وأن الجيوش العربية محطمة ومهزومة وتولي الأدبار.
ولم يتعظ العرب، بل أنتجوا ألف أحمد سعيد، يهدرون ويبشرون بالنصر، ثم تولعت المنظمات الفلسطينية بهذا الهراء الضجاج، وتوسعت الموضة في طول الوطني العربي وعرضه، حتى أصبحت المنابر والميكرفونات والمخدرات الصوتية تشكل «ترند»، ومناضلو المنابر يطاولون الجبال، ويحظون بتصفيق الجماهير المغيبة.
واستمرت حال التغييب والمخدرات الصوتية نشطة وأكثر خطورة حتى في حقبة الفضاء الإعلامي المفتوح. وتشكلت مكائن إعلام تمزج بين الخرافات والخيال والكذب الصريح للتهييج.
وتولى الترويج للخرافات مفكرون وإعلاميون ومعلقون سياسيون ينتجون الكثير من الهلس، حتى أن الصحفي الفلسطيني عبدالباري عطوان، يتحدث معجزات الحوثيين، وكأنهم يديرون مختبرات «بروكهافن» المطورة للتقنيات الأمريكية. أما «الباحث» العماني علي مسعود المعوشني فهو «نكتة» المواسم، يروج لكرامات الحوثيي، ويوبخ كل من يقول أن المقتول حسن نصرالله أمين حزب الله حسن قد مات، وجزم أن سماحته «يا إخوان» حي يرزق ويستعد لتحطيم إسرائيل وإزالتها.
والإعلامي اللبناني محمد عفيفي الناطق باسم حزب الله، بعد كل النكبات التي حلت بالحزب، لا يزال يروج لخوارق حزب الله وأسلحته الفتاكة «السرية» التي ستقلب الطاولة وتزيل إسرائيل، بينما الحزب يعاني هزيمة كاسحة في كل جبهاته.
والصحفي نجاح محمد علي، رغم الاختراقات الإسرائيلية والضربات الموجعة التي تلقاها الحرس الثوري الإيراني، يتحدث عن خوارق الحرس وكراماته الإلهية، ويبشر بهزيمة لأمريكا والغرب. لكنه لم يقل ماذا سيفعل بفلول الأمريكيين، هل يغرقونهم في المحيط الهادي أو يأخذونهم سخرة يشغلونهم خدما في قواعد الصواريخ الإلهية.
*وتر
400 ميلون ضحية لمروجي الأوهام..
بسبب وطأة الهزيمة والعجز،
العرب ضحايا لباعة الوهم، المخدر الفكري الأخطر
@malanzi3