وتتجسد المواطنة الفعّالة في التفاؤل والنظر للحياة بمنظار مشرق لتعظيم الصور الإيجابية للفرد والمجتمع وتداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي لتعزيز المعاني السامية والقيم النبيلة في المجتمع، وتحفيز الناشئة على الاقتداء بها والعمل على تعظيم أثرها في المحيط الذي يعيشون فيه، وفي المقابل البعد عن التشاؤم والنظرة السوداوية للمتغيرات وتجسيدها بلطم الخدود وشق الجيوب وندب الزمان في محاولة للإصلاح الوهمي وتنبيه الأفراد للأخطار المتخيّلة القادمة، وتغليب لغة النقد اللاذع لكل ما هو جديد بذريعة الخوف من التغيير فحسب، فلا تراهم يقعون إلا المثالب والأخطاء وتضخيمها ، وربط الصورة الكلية للأفراد والمجتمع بها.
وتتجسد كذلك في الرغبة في إحداث الأثر وصناعته في المحيط الذي نعيش فيه، وغرس قيمة المبادرة وتحفيز الأفراد للتحلي بها، والبعد عن الأنّا وتقديسها والاتجاه لقضايا المجتمع ودراستها والإسهام في حلها، وتبرز أهمية قيمة المبادرة لتعلقها بحياتنا اليومية، فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما يعاني الحي السكني الذي يعيش فيه الواحد من إشكالية تتعلق بالنظافة أو المياه أو الكهرباء وغيرها مما يمس حياة الساكنين فيه، ومن هنا تبرز مبادرة الأفراد في التواصل الفعّال والبناء مع الجهات المختصة وتقديم الحلول المناسبة لا عرض التحديات فقط، ورفع مستوى الوعي المجتمعي لصناعة الحلول المشتركة وتجاوز الأزمة الطارئة بنجاح واقتدار.
وتتجسد كذلك في الممارسات التطوعية للأفراد بمؤسسات وجمعيات القطاع غير الربحي المتخصصة والعامة المنتشرة في المحافظات والمراكز والهجر، والإسهام في رفع كفاءة تلك القطاعات ودعمها لتقديم خدماتها بصورة احترافية ومهنية، وتيسير وصولها للمستفيدين بكفاءة وفاعلية، وتتجسد كذلك في امتلاك الفرد لمهارات التفكير الناقد وامتلاك الأدوات المعينة على فحص المعلومة وجودة مصدرها لا سيما في ظل انتشار الشائعات المغرضة وسهولة وصولها لكل شرائح وفئات المجتمع، فالمواطنة الفعّالة ليست هُوية تُحمل، وإنما تراث يُعتز به، ووطن يُذاد عنه، وقيم تُتمثل، وتاريخ يُروى، وحضارة تُنشر، وأدواتها أنا وأنت فهل نعي ذلك؟!
جامعة الملك خالد
@mesfer753