تمكنت تلك الشركة من تقليل وقت التوقف بين الرحلات إلى خمسة عشر دقيقة،مقارنة بمتوسط خمسة وأربعين دقيقة لدى منافسيها، كما ركزت على استخدام أسطول موحد من الطائرات لتقليل أجر التدريب والصيانة، واستخدمت نظام الجلوس المفتوح لتسريع الصعود والنزول، مما أدى إلى زيادة الكفاءة التشغيلية وخفض الأجر، و مكّنها من التفوق على شركات كبرى كانت قد أُجبرت على الخروج من السوق بعد ذلك.
إن إيمان الشركة بأن الموظفين السعداء يصنعون فرقًا، هو أحد أسرار نجاحها، فقد أهتمت اهتماما بالغاً بموظفيها، ففي حين أن عدد كبير من شركات الطيران، سرحت الكثير من موظفيها خلال أزمة كورونا، احتفظت هذه الشركة بمعظم موظفيها، بخلاف شركات أخرى كثييرة والتي انهارت بسبب ضعف إدارة الموارد البشرية.
كما أنها أهتمت بتوفير بيئة عمل إيجابية وداعمة تحفز الابتكار، فأدخلت نموذجاً لحافلة الطائرة، حيث ركزت على تبسيط تجربة الطيران وجعلها أشبه باستخدام حافلة، تضمن ذلك تقديم خدمات أساسية بدلاً من رفاهيات مكلفة، ورحلات قصيرة ومتكررة بأسعار ثابتة وبسيطة، مما أدى إلى استقطاب شريحة واسعة من المسافرين الباحثين عن رحلات سريعة ومنخفضة التكلفة.
ولقد جعلت رضا العملاء نصب أعينها وأولويتها القصوى، فلم تفرض رسوماً إضافية على الأمتعة أو تغيير الحجز، مما عزز ثقة العملاء بها، مقارنة بنظيراتها التي تعرضت لانتقادات بسبب رسومها المرتفعة، وخدماتها الضعيفة.
ثم أن الشركة لم تنجح فقط في النهوض من مرحلة الخسارة، بل في التحول من الخسائر إلى القمة، فمن شركة عانت أزمات مالية في السبعينيات إلى واحدة من أكثر شركات الطيران استقرارًا وربحية اليوم، بفضل استراتيجياتها المرنة.
ختاماً، إن قصة نجاح هذه الشركة يثبت للجميع، أن الإدارة المرنة هي المفتاح لمواجهة الأزمات وبناء شركة مستقرة ومربحة.