وللتذكير فإن يوم (19) نوفمبر من الشهر الجاري هو «اليوم العالمي للرجل» فهل سمعتم به من قبل؟!. وللمعلومية، فإن المطالبات بهذا اليوم بدأت منذ ستينيات القرن الماضي، ولكن لم يحتفل به إلا مع نهاية القرن العشرين، وتحديدا عام 1999م. وأنه من المؤسف أن هذا اليوم العالمي لم يدرج رسميا حتى الآن في قائمة الأيام العالمية لدى الأمم المتحدة! مع أنه يوجد يوم رسمي مخصص لدى هيئة الأمم للمرأة والطفل والطفلة. وأما يوم الرجل فلم يوثق رسميا بعد، فلا عجب؟!
الرجال كما أسلفنا يعملون في صمت كالأشجار في الغابات تنمو بدون ضجيج، فهل رأيتم أي صخب عنه في مواقع التواصل الاجتماعي؟ وهل أصبح ترندا كما جرت العادة في قضايا أقل أهمية منه بكثير؟، ولكن يبدو أن الذي يعمل قليلا ويتكلم كثيرا هو الذي يتصدر المشهد بالصوت والصورة على تلكم المواقع. وعزاء الرجال في يومهم العالمي أن يقولوا لأنفسهم: أجرنا على الله!
وجاء الموضوع العام لهذه السنة (2024م) «القدوة الإيجابية للذكور». وأعتقد أن هناك تحفظ على هذا العنوان، فمن المعلوم أن القدوة يكون للجميع وليس للذكور فقط. وبمناسبة الحديث عن القدوة، فأعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعي قد أثرت في مفهومه بشكل كبير، حيث حظي الكثير من المشاهير على فئة من المتابعين الحريصين وبحماس على تتبع أخبارهم وأحاديثهم وأفعالهم، أوما يطلق عليه (اليوميات) والتي هي في الغالب بين القيل والقال!! وللأسف أن البعض منهم يقدم محتوى فراغ، ولا يرتقي إلى ما هو مفيد، بل على العكس قد يحتوي على معلومات مغلوطة أو تصرفات غير لائقة أو نصائح في غير تخصصهم. ومن الملاحظ أيضا ن بعضهم يتحدث عن كل شيء، ويبدي رأيه فيما يعلم وما لا يعلم، وذلك من أجل جذب المتابعين، وزيادة المشاهدات.
وأنه لمن المستغرب، أن البعض يظن كثرة المتابعين والمشاهدات لدى أي شخص على مواقع التواصل الاجتماعي تعني أنه قدوة، والواقع أن ليس كل مشهور قدوة. فالبعض قد تكون شهرته كالومضة في عمر التاريخ والزمن.
ويمكننا القول أن القدوة الحقيقة هو الذي يحمل أفكارا ورؤى، وأهداف محددة يسعى بشغف نحوها. ويملك مبادئ وقيما لا يحيد عنها إلا إلى الأفضل منها والأحسن. أضف إلى ذلك، إن من أهم صفاته الطموح والثقة، وعدم الركض خلف الأضواء والشاشات، بل هي التي تجري وراءه.
وفي حدثينا عن الرجل في يومه العالمي، لابد من التوضيح أن الرجولة هي تحمل المسؤولية أيا كانت شكلها وحجمها. وهي صفة فطرية ومكتسبة في آنا واحد، حيث أن النشأة والبيئة تعززها وتنميها أو في المقابل قد تثبطها وتضعفها.
وأنه لمن المثير للدهشة أن (اليوم العالمي للرجل) لم يدرج من ضمن التقويم الرسمي للأيام العالمية لهيئة الأمم، مع أنه لا يقل شأنا عن الأيام الدولية الأخرى.
@abdullaghannam