أُخبرت بوفاة وليدها بعد ولادته بساعات، اعتراض والدتها ترامى إلى مسمعها وملامح الإنكار على زوجها تأملتها، نبرات الاستنكار من اخوتها تفهمت مصدرها، وهي في كل ذلك راضية مطمئنة لسر إلهي مختبئا في طيات الخبر الذي أحزنها حزنا لا تسخط فيه.
بعد أخذ وجذب وصوت لوهلة ارتفع قرر الموظف أنه اكتفى، قال لمديره: أعتقد أنني لاأنتمي لهذا الوسط الوظيفي، وافقه المدير المتسلط ذو الشخصية التقليدية التي لاترغب بالنقاش ولا تهتم بسماع الأفكار ولا تسعى للتطوير واسلوبه الذي ينأى عن المهنية بعشرات الأمتار وقال: حسنا وإن كنت لاتمانع سأنهي العقد اليوم، قال الموظف: بكل سرور، ووقع على انهاء الخدمات بين حسرة مديره المباشر وباقي الموظفين عليه، خرج وهاتف زوجته التي سرت بهذا الخبر فقد استهلكت هذه الشركة من نفسيته الكثير ودعته لعشاء في مطعم يحبه كثير.
بعد الإنتهاء من عشاء لذيذ كانت أجمل ملامحه ابتسامة زوجها الراضية، سمعت خلفها أسمه يتردد، فإذ به يهب واقفا يسلم على رَجل كان في مرمى لايصل له نظرها، سُرت جليا بالحوار وأسندت ظهرها بفخر وخطت بأناملها على زجاجة الطاولة « الحمد لله»، جلس أمامها قائلا: هذا زميل الدراسة كان داعما لي في كل الأنشطة الآن يُدير أسطول والده من الشركات عرض أن أُدير أحدها، ابتسمت تحثه على مواصلت الحديث، وبكل سرور وافقت.
لم تخبره بأنها سمعت إشادة زميله به فقد شملت جميع المقومات المميزة فيه واكتفت بإضافتها، هو يعرف الكنز الذي وقع عليه.
قصص تحكي عن الكون المسخر لحدث كتبه الله لك دون أن تعي، دون أن تشعر، دون أن تفهم، فإن حدث فهمت الإشارات واستوعبت حياكة الأقدار، فقد سخر لك الله بعظمته مالا يَتسخر وصرف عنك بتقديره من قد يكون أذاه لايُصرف.
*ملخص الحكايات
اطمئن فربك الله
@ALAmoudiSheika