تجربة المدن العالمية عالية الكثافة السكانية في استخدام المترو أثبتت جدواها وفوائدها على مختلف الأصعدة وهو ما ينبغي أن يخدم كل مدننا الكبيرة وحتى تلك القابلة للنمو مستقبلا لما في ذلك من مزايا عديدة أيضا تتعلق بخيارات النقل الصديقة للبيئة، من خلال استخدام قطارات ومحطات موفرة للطاقة، إضافة إلى تقنيات مثل الكبح المتجدد لتقليل استهلاك الطاقة وتجهيز بعض المحطات بآلاف الألواح الشمسية للحصول على الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.
ولعل تجربة الرياض في الإطلاق الجزئي للمترو عبر ثلاثة مسارات في المرحلة الأولى، وهو أطول مترو بلا سائق في العالم، ستؤدي إلى تخفيف الضغط على الشوارع من خلال خفض الازدحام بنسبة تتراوح بين 20% إلى 30% كهدف استراتيجي رئيسي مهم بتوفير بدائل نقل عن المركبات إلى جانب تحويل العاصمة إلى مركز للتجارة والأعمال مع تنويع اقتصادها، وذلك ما يصبح متاحا في ظل منظومة سهولة الأعمال والبيئات التي تسمح بممارسات أكثر سهولة وعملية وكفاءة.
وينبغي ألا تتوقف التجربة عند الرياض وحسب وإنما تشمل مدنا أخرى كبيرة مثل جدة والدمام فهي خدمة ذات عائدات تشغيلية مناسبة وأصبحت أكثر تطورا بما يجعلها قابلة للتوسع فيها خاصة في ظل تنفيذ مشاريع جودة الحياة وتطور المخططات العمرانية للحواضر، ويمكن للشركات المشغلة أن تستثمر بكفاءة في مشاريع المترو وجذب الركاب في هذه المدن بما يعمل أكثر على سهولة الحركة والتنقل الداخلي.
من المهم أن تواكب المدن تطورات الحياة في مختلف المجالات وما أرسته الرؤية الوطنية من أفكار ومبادرات وبرامج تتعلق بجودة الحياة وحيوية المجتمع والاقتصاد المزدهر ينبغي أن يمضي إلى غاياته لنقدم تجربة تنموية رائدة على المستوى العالمي، وأن نبدأ دوما من حيث توقف الآخرون كما في إطلاق مترو الرياض كأطول مترو بلا سائق في العالم فذلك مما يعزز الجاذبية والريادة التي تستقطب المزيد من الاستثمارات والمستثمرين.
@MesharyMarshad