هم في مشاغلهم التي لا تنتهي وهو في انتظار وترقب لقدومهم والسؤال عنه، وتمر السنون وهو وحيدا يعيش على هذا الأمل والشوق يحاصره من كل مكان يسمع عنهم ولكن لا يراهم، يحتاجهم ولكن لا يحتاجونه، يحبهم لكنه حب من طرف واحد يسأل عنهم ويتابع أخبارهم لعلهم يتذكرون أن لهم صديق في انتظارهم، يرسل لهم رسائل عتاب وشوق ومحبة، ولكن الأشخاص المهمين في حياته لا يمكن الاتصال بهم حاليا.
يمر الوقت بطئيا وثقيلا، تعب من طول الانتظار ليجد نفسه منكسرا وغريبا في وسط من أحبهم وعاش من أجلهم، وتتساقط الدموع من عينيه حزنا على ما أصابه، لم يكن يريد الكثير، كان يريد أن يرى وجوههم ويتحدث إليهم كان يمني النفس بأن يتذكره أحد وأن يزوره أي واحد منهم، ولكن كان الجحود، كان العقوق أكبر، حاصرته الهموم من كل جانب بكى على ضياع أصدقائه في دروب الحياة ومات في فراشه وحيدا مودعا كل أحزانه وآلامه التي عاشت مخلصة له لآخر لحظة.
وفي مراسم الدفن وفي يوم وداعه الأخير ورحيله عن هذا العالم ظهر أصدقاؤه وأقاربه من جديد وبعد فوات الأوان وامتلات المقبرة بهم، حضروا من كل مكان لتشييع جنازته وبعضهم يبكي والبعض الآخر يصرخ حزنا وألما على فراق صديقهم الذي كان يتمنى أن يراهم دائما بجانبه. وأخذت أتابع المشهد من بعيد وأقول في نفسي، الآن ظهرت الصداقة والمحبة وأين كانت وهو يحتاجها في حياته، أين كان هذا الحب والوفاء.
ألم يكن من الأفضل أن يرى هذا الحب في حياته قبل موته.. ألهذا الحد وصل بنا الجحود وتناسينا كل من حولنا من أصدقاء كانوا في يوم من الأيام سندا لنا في مواجهة مصاعب الحياة، ولم نتذكرهم إلا حين رحيلهم ولكن للأسف لم يعد يفيده أي بكاء أو حزن أو حضور لأن وصولهم كان متأخرا جدا. فهو لا يحتاجهم الآن، إنه يحتاج إلى رحمه الله فقط.
وقفة:
عاتب ظروفك.. ظروفي لا تعاتبها
وأنت السبب.. لا تحاول تنكر إنصافي
[email protected]
اقراء ايضا : الطلاق