- إن هذه الاجتماعات توفر لنا فرصة للتفكير في التحديات الحالية التي نواجهها واتخاذ بعض القرارات الحاسمة التي ستساعدنا على المضي قدمًا في الطريق الصحيح لما في خير ومصلحة الرياضيين والرياضة في كل مكان.
حجر الأساس
- لقد كانت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات منذ إنشائها في عام 1999، بمثابة حجر الأساس للجهود الدولية للحفاظ على نظافة ونزاهة الرياضة. فقد قطعنا وعلى مدى الربع قرن المنصرم، خطوات هائلة، ولكن من المهم أن نعترف بأننا لم نحقق ذلك بمفردنا. إن إنجازات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات هي شهادة على قوة التعاون الدولي. عندما ننظر إلى الوراء إلى السنوات الخمس والعشرين الماضية، فإننا نلحظ بعض المعالم الرئيسية التي لم تكن ممكنة إلا بفضل التعاون الفريد من نوعه بين جميع أصحاب المصلحة لدينا، بما في ذلك الرياضيين والاتحادات الرياضية وحكومات العالم. وتشمل هذه المعالم:
توافق عالمي
• الانسجام والتوافق العالمي في مكافحة المنشطات من خلال اللائحة العالمية لمكافحة المنشطات ومعاييرها الدولية الثمانية. في عام 2004، أصدرت الوادا اللائحة العالمية لمكافحة المنشطات، وهو إطار عالمي يوحد سياسات مكافحة المنشطات والأنظمة واللوائح في جميع الرياضات والبلدان. وقد ضمن هذا التطور البارز خضوع جميع الرياضيين لنفس معايير مكافحة المنشطات، بغض النظر عن أمكنة تنافسهم.
• برامج فحص المنشطات العادلة والقائمة على المعلومات وتقييم المخاطر. لقد وسعت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بشكل كبير شبكتها العالمية من المختبرات المعتمدة وشهدت على التطور الملحوظ في قدرات التحليل المعملية. واليوم، يوجد 30 مختبرًا معتمدًا من الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات في جميع أنحاء العالم، مما يتيح إجراء فحوصات محكمة للرياضيين في جميع القارات.
التوعية والتعليم.
• في حين أن الكشف عن المنشطات يعتبر أمراً مهماً، فإننا نرى وبشكل متزايد التأثير الإيجابي الذي يمكن أن تقوم به التوعية في الوقاية من استخدام المنشطات. لقد قامت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات ببناء بنية تحتية تعليمية عالمية قائمة على القيم التي وضعت في متناول الرياضيين والمدربين وغيرهم من أصحاب المصلحة لتزويدهم بالأدوات التي يحتاجونها لاتخاذ القرارات الصحيحة. وقد تبنينا عقلية مبدأ الوقاية من خلال تقوية وتثقيف الرياضيين وهي العقلية التي تعترف بأن جميع الرياضيين يبدأون ممارسة الرياضة بنزاهة وأن الغالبية العظمى منهم يريدون البقاء على هذا النحو.
التطور والابتكار العلمي
•لقد قامت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات ومنذ البداية، بتمويل وتسهيل إجراء الأبحاث الرائدة في مجال علم مكافحة المنشطات، بدءًا من تطوير مناهج جديدة للكشف عن المنشطات، مثل جواز السفر البيولوجي للرياضيين، إلى فهم تعقيدات المواد المحسنة للأداء الرياضي والسلوكيات التي نسعى إلى تعزيزها أو منعها. كانت شراكاتنا مع المجتمعات العلمية والاجتماعية وصناع الأدوية حاسمة في البقاء و بشكل متزايد في طليعة الممارسات المعقدة لاستخدام المنشطات.
• كذلك لقد استثمرنا في المعلومات الاستخبارية والتحقيقات المتعلقة بمكافحة المنشطات والتي لم تؤد فقط إلى القبض على أولئك الذين كانوا يحاولون الغش والتحايل على النظام ولكن أيضًا، من خلال التعاون مع وكالات تطبيق القانون في جميع أنحاء العالم، وأسفر ذلك عن تفكيك المختبرات غير القانونية، ومصادرة آلاف الأطنان من العقاقير المحسنة للأداء واعتقال وإدانة المتاجرين الذين يعرضون صحة الرياضيين ونزاهة الرياضة للخطر من خلال توزيع هذه المواد. يسعدني أن أكشف أنه كجزء من توسيع شبكة المعلومات الاستخبارية والتحقيقات العالمية لمكافحة المنشطات التابعة للوكالة، ستستضيف الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات ووزارة الرياضة في المملكة العربية السعودية واللجنة السعودية للرقابة على المنشطات SAADC ورشة عمل متقدمة في المملكة العربية السعودية في أبريل 2025 للمنظمات الوطنية لمكافحة المنشطات ووكالات تطبيق القانون من منطقة آسيا / أوقيانوسيا.
• إن أهم ما يحيط بكل هذه الإنجازات ربما يكون أعظم إنجاز على الإطلاق ــ وهو قوة التعاون الدولي الذي عززته الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بين الحكومات والمنظمات الوطنية لمكافحة المنشطات والاتحادات الدولية والرياضيين وغيرهم من أصحاب المصلحة. وقد مكّن هذا التحالف الواسع الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات من بناء إطار عالمي لمكافحة المنشطات يتجاوز الحدود ويوحد الأفراد والمنظمات في مهمة مشتركة وهي الحفاظ على نزاهة الرياضة.
أساليب تنشيط متطورة
• ولكننا ندرك أيضاً تمام الإدراك أن مهمتنا بعيدة كل البعد عن الكمال. فنحن نواجه على نحو متزايد أساليب تنشيط متطورة ، ولابد أن نكون مستعدين لمواجهة هذه التحديات وجهاً لوجه، وذلك بالاستعانة بالعلم الرائد واليقظة والابتكار الدؤوبين. وهناك أمر واحد واضح لمجتمعنا: وهو أن مستقبل مكافحة المنشطات يعتمد على قدرتنا على التعاون بشكل فعال والبقاء متحدين. ولا ينبغي لنا أن نسمح لأي فرد أو مجموعة بزرع الانقسام وإضعاف النظام الذي تم بناؤه وصقله معاً على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية.
• إن الطريقة لمنع هذا الأمر هي الاستمرار في تعزيز شراكاتنا. إن اجتماعات هذا الأسبوع في الرياض هي مثال مثالي لكيفية تضخيم تأثير جهودنا الجماعية من خلال الجمع بين أصحاب المصلحة المتنوعين من جميع أنحاء العالم. إن التزام المملكة العربية السعودية بمكافحة المنشطات، والذي تتجلى في شراكتها مع الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات واستعدادها لاستضافة هذه الاجتماعات، هو شهادة على قوة التعاون. إن استثمار المملكة العربية السعودية في الرياضة النظيفة والدعم المستمر من قبل المنظمة الوطنية لمكافحة المنشطات يعزز الشبكة العالمية.
الرياض عاصمة النزاهة الرياضية
• في العام الماضي، كانت العاصمة السعودية مركزاً للمنتدى الوزاري العالمي حول القيم والأخلاق والنزاهة الرياضية، والذي حضره ممثلون حكوميون من 48 دولة. ومن خلال "إعلان الرياض"، أكد المنتدى على الالتزام القوي بالأنظمة الدولية التي تدعم القيم والأخلاق والنزاهة الرياضية. كما أقر بالحاجة إلى التمويل الكافي لتنفيذ الإجراءات الرامية إلى حماية الرياضة، والتزم بتعزيز التعاون بين السلطات العامة والحركة الرياضية وأصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين.
من خلال المضي قدماً، سوف تواصل الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات التعاون مع الشركاء الجدد والحاليين، وذلك بهدف ضمان خلق مزيد من فرص التعاون عبر جميع المناطق. إن الطبيعة العالمية لمكافحة المنشطات في الرياضة تعني أنه يتعين علينا أن نكون يقظين في جهودنا للحفاظ على نظام مترابط من التوعية والتعليم والوقاية والفحص وتطبيق سيادة القانون. وهذا يتطلب منا تحسين أنظمتنا لتبادل المعلومات باستمرار، وتشجيع تطوير تقنيات جديدة لمكافحة المنشطات، وتعزيز الشفافية والمساءلة على نطاق واسع.
• في عالم متزايد الاستقطاب والانقسام، تظل الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات محايدة سياسياً. إن مكافحة المنشطات لا تتعلق بالسياسة؛ بل تتعلق بضمان تنافس الرياضيين على قدم المساواة، وخالية من استخدام العقاقير المحسنة للأداء الرياضي. يجب أن تظل الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات فوق معمعة الخلافات السياسية والنزاعات الجيوسياسية. فقد تم إنشاء الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات لخدمة الرياضيين، وليس لخدمة أي حكومة أو نظام سياسي. لا ينبغي تسييس الرياضة، وعلى وجه الخصوص مكافحة المنشطات.
مستقبل واضح
مع تطلعنا إلى السنوات الخمس والعشرين المقبلة وما بعدها، فإن طريق المستقبل للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات يبدو واضحاً. إذ يتعين علينا أن نستمر في تبني التعاون وتوسيع حدود ما هو ممكن في الدفاع عن الرياضة النزيهة. باتحادنا مع بعضنا البعض، سوف نخلق مستقبلًا حيث يمكن للرياضيين التنافس دون أن يخيم شبح المنشطات عليها، وحيث تظل الرياضة مكاناً للاحتفال بالإمكانات البشرية والنزاهة والتميز.