الموقع الإلكتروني للمنشأة هو واجهتها الرئيسية في الفضاء الرقمي، والمصدر الأول للمعلومات الموثوقة والمفصلة، فضلاً عن كونه أهم «وسائل الإعلام المملوكة» للمنشأة - Owned Media - التي تشكل ركيزة الظهور الجيد على المحركات البحث. لذا، فإن الاهتمام بمحتواه يجب أن يكون أصيلاً لا ثانوياً بحجة أن مواقع التواصل الاجتماعي أكثر مقروئية وأسرع في التفاعل.
الحقيقة في الاتصال :
هذه الحقيقة في الاتصال المؤسساتي والتسويق برزت أهميتها خلال الأسبوع الماضي حين بادر مالك منصة «إكس» رجل الأعمال الأمريكي الشهير إلون ماسك إلى تهنئة مهاجم نادي النصر السعودي كريستيانو رونالدو عقب احتفاء النجم البرتغالي على منصة «إكس» بفوز فريقه على الغرافة القطري في تصفيات دوري أبطال آسيا لكرة القدم، فمع التغطية الكبيرة في وسائل الإعلام العالمية لتفاعل «ماسك» مع متابعة كرة القدم السعودية، باعتباره أحد أشهر الشخصيات العالمية المؤثرة في الإعلام والاقتصاد والسياسة، إلا أن ما يلفت نظر المتخصص هو ماذا عن جاهزية الموقع الإلكتروني لنادي النصر لعاصفة متوقعة من الزيارات لمستخدمين من مختلف دول العالم سيبحثون عن كلمة «Alnasr» الذي يلعب له رونالدو ويبارك لفوزه إلون ماسك.
بحث سريع :
ببحث سريع أجريته وأنا أكتب هذا المقال وجدت أن أحد الأندية الأربعة الكبيرة التابعة لصندوق الاستثمارات العامة لا يتوفر في موقعها الإلكتروني نظام حماية، أي أنها معرض للاختراق بكل سهولة، في حين أن مواقع جميع الأندية توفر اللغة العربية والإنجليزية فقط لمتصفحيها، كما أن المعلومات بالموقع أقل تحديثاً مقارنة بمواقعها على مواقع التواصل الاجتماعي. شركة متخصصة في الوجود الرقمي أصدرت مؤخراً تقرير بعنوان «أثر استقطاب اللاعبین العالمیین على القنوات الرقمـیة السعودیة وحصة الدوري السعودي عالمیًا» عن العالم 2023 أشارت فيه إلى أن الدوري شھد ارتفاعًا كبیرًا في حجم البحث العالمي بنسبة تصل إلى أكثر من %10.577 في دول مثل المكسیك، و%8.508 في فرنسا.
الأندية السعودية :
وأصبحت الأندية السعودية، من بين أكثر الأندیة بحثاً عالمیًا، نال منها النصر حوالي 9.64 ملیون عملیة بحث، صحيح أن المشروع الرياضي السعودي الطموح بات حديث العالم، وصحيح أن تفاعل شخصيات مثل إلون ماسك مؤشر على نجاح تسويقه، إلا أن المسؤولين في أندية كرة القدم والمؤسسات الرياضية يجب أن يواكبوا المرحلة عبر الاستثمار الأمثل لهذا الزخم العالمي، عبر تطوير مواقعهم الإلكترونية وإثرائها بالمعلومات عبر مختلف اللغات والاهتمام بعلم جديد اسمه «جودة الظهور على محركات البحث». إذ لا يكفي الاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعي فقط.
@woahmed1
إقرأ أيضاً في : كلمة ومقال