منذ نصف قرن وأكثر وحتى يومنا هذا، أجريت آلاف الأبحاث في القيادة لمعرفة مفاهيمها المتعددة، وأهميتها، أنواعها، أنماطها والسمات الشخصية، وعلى الرغم من ذلك لم يتم الاتفاق على المعنى الموحد لها.. ومن وجهة نظري المتواضعة نحن لسنا بحاجة للاتفاق على تعريف محدد، بل بحاجة إلى أن نعرف ماهية تلك التعريفات وتوظيفها لمصلحة المنظمة.
القيادة :
فمثلا وارن بينس عرف القيادة على أنها هي القدرة على ترجمة الرؤية إلى واقع ملموس، ويقول جون ماكس ويل بأن القيادة هي التأثير، فالقائد هو الشخص الذي يعرف ويظهر الطريق ويمشي فيه ويدل الآخرين عليه، كما أن ريشادر وأنجل عرفوا القيادة بأنها إعلان الرؤية، تجسيد القيم، وتهيئة البيئة لتحقيق الإنجاز، ويسعى القائد إلى إلهام الناس والتأثير بهم من خلال رؤيته ومهاراته الشخصيه، والقائد المُلهِم تحديدا هو القادر على استخدام رؤيته في تحفيز الأفراد لتحقيق الأهداف التنظيمية، بل هو من يدرك قدراتهم المميزة، ولم تعد كلمة قائد تقتصر على ذلك الشخص الذي يعتلي رأس الهرم الوظيفي فقط، بل يمكن أن يكون موظف لا يمتلك أي منصب إداري لكنه يمتلك السمات القيادية، فلديه رؤية، مهارات حل المشكلات واتخاذ القرار، التفكير الاستراتيجي، مبادر، ملهم، مستمع جيد ويمتلك مهارات التواصل الفعال، والقدرة على التأثير في من حوله من خلال شخصيته بدلاً من استغلال سلطتة الوظيفية .
سؤال :
والسؤال الذي يتبادر للأذهان، وهو ما قُتل بحثاً هو «هل يمكن لأي شخص أن يكون قائد أو هل هناك مهارات لا بد من تعلمها واكتسابها؟ في الواقع يوجد تباين في الدراسات عن إمكانية تعلم القيادة، أو كونها فطرة موروثة، لكن أبرز النتائج بأن 96% من الأشخاص لديهم قابلية لتعلم القيادة والتدرب عليها وليس بالضرورة أن تكون سمات القيادة واضحة وجلية على ذلك الشخص.
مفاهيم :
ومن الجدير بالذكر بأنه يتم الخلط بين مفهوم القيادة والإدارة، لكن لا بد هنا من التوضيح بأن هناك اختلاف بين المصطلحين إذ تتمحور الإدارة حول كيفية التعامل مع التعقيدات وإنجاز المهام في الوقت الحاضر، بينما تسعى القيادة لتحفيز الأفراد لتحقيق أهداف المنظومة المستقبلية، للتماشي والتكيف مع التغيرات التي أصبحت جزء لا يتجزأ من أي منظومة، ولا بد من التوضيح بأن ليس كل مدير قائد، ولكن قد تجتمع وتتجسد القيادة والإدارة في شخص واحد.
إقرأ أيضاً في كلمة ومقال
القيادة الفاعلة :
القيادة الفاعلة تعد من أهم مقومات نجاح المنظمة، حيث يتم تسخير جميع الموارد لتحقيق الأهداف وبالتالي الوصول الى التميز المؤسسي، وعلى عكس ذلك عدم وجود القيادة الكفء تكبد المنظومة العديد من الخسائر، فالكثير منا قد يقرر أن يترك عمله بسبب مديره، وعدم شعوره بالأمان الوظيفي، واليأس والإحباط، هجرة الكوادر أو تقاعسها أمر غاية في الأهمية لابد أن يقف عنده أي قائد يطمح للتطوير وذلك لما قد يؤثر سلبا على المنظمة.
وأود في هذا الموضع أن أهمس في أذن كل مدير أو قائد بأن القيادة تكليف وليست تشريف.
@DrAL_Dossary18