والأجمل من هذه اللعبة، هو مكنون الفن الذي بداخلنا حيث نضع العملة تحت ورقة ونلونها بالقلم الرصاص لتتكون لدينا عملة طبق الأصل وهذا التجسيد كان يغمرنا بالسعادة ويشعرنا بالأنس، ولا أدري هل الزهو وشعور الفرح الحقيقي هو شعار الوطن الذي استطعنا تجسيده أم هو الفخر بسعوديتنا أمامه ! أما الفائدة التي استقيناها من تلك الابتكارات أن الوطن وكل ما في الوطن سعادة وأُنس.
وبعيداً عن ذكرياتنا الجميلة لا زلت أفكر بالحرية التي كان آباؤنا يعاملوننا بها ومقدار النية الطيبة التي تغمرهم حين كنا نخاطر في كل ما نراه ونورد أنفسنا المهالك لكن عناية الله كانت تحفنا فلم تصبنا شقاوتنا بأذى، بل لم نفكر في إيذاء والدينا بتلك القصص الحزينة التي نراها اليوم، وعلى الرغم من أن أطفال اليوم مغمورون بكل أنواع الحماية وتلاحقهم أعين الآباء في كل لحظة إلا أنهم صمٌ بكمٌ عمي !! ولاأدري هل هم مغرمون بجذب الانتباه وإشغال الوالدين أم أن معيارية الاستحقاق لديهم زائدة !
خارج النص:
وأنا أقلب في جهازي المحمول وجدت أحد المواقع الشرائية يعلن عن لعبة اسمها «لعبة العملات المعدنية» وتحتها وصف: يمكن حملها يومياً، تصدر صوت بسهولة، كما أنها بحجم الجيب وخفيفة الوزن ومصممة للعب بيد واحدة «الحقيقة شكراً لكم» !! لعبة جميلة غير أنها تفتقد النقش الجميل الذي كان جزء من ماضينا.
يقول فيودور دوستويفسكي في رواية الفقراء:
«ويقول الناس إن الأطفال يسببون المتاعب، ولكن من الذي يقول ذلك ؟ إن الأطفال يمثلون أعظم سعادة يمكن أن يحصل عليها الناس في هذه الأرض».
@ghannia