الحسد، شخص يمتلك أكبر العيون في العالم، وعندما رأى وقوف الإبداع اشتعلت العيون فذهب نحو الإبداع، فعندما ينجح أحدهم في تحقيق هدفه مهما كان عمره، وطبيعة العمل الذي قام به، فسيواجه نظرات الحسد المؤلمة، فعندما يتفوق طالب في المدرسة سيكون محط أنظار الجميع، وعندما تصنع المبرمجة أكوادًا برمجيةً معقدة، وينجح المدير التنفيذي في مشروعٍ أنقذ فيه الشركة من خسارة الملايين فسيكون الحسد أول الناظرين لكل هؤلاء.
الغبطة، فتاةٌ هادئة الملامح، وعميقة التفكير كانت تسلك طريق النجاح لتلتقي بالإبداع؛ لتنقل إليه آراء الآخرين عمَّا قام بإنجازه، وأثناء مسيره سمعت صوت أحدهم، فسارعت نحوه، وإذا هو الإبداع عندما سقط من سفح جبل الابداع، وكان عاجزًا عن الحراك، والألم يتشابك في أطرافه، فقرأت الغبطة آياتٍ قرآنية، وبعض الأذكار عليه، فمن يغبط أحدهم؛ فهو يريد أن يتعلم من الشخص الآخر كيفية نجاحه، ويرشده للطريق الصحيح دون خسارة الآخر شيئًا، وبعد قليل استيقظ الابداع، وكان اليأس بآلام الوهم قد سيطر عليه، فنهضت الغبطة، وبمساعدة مقص الصمود قطعت حبائل اليأس، فعادت البسمة الإبداع، وشكر الغبطة على دعمها له.
انطلق الإبداع نحو قمة الجبل بعزيمة صادقة، وكان يشرح للغبطة مسيرته الناجحة منذ الصغر حتى الآن، وكانت الغبطة تتابع حديثه، وخطواته، وكلاهما يقرآن القرآن الكريم مع بعض الأذكار الدينية، وشاهدا كيف تشعبت عيون الحسد على صخور الجبل، وفجأةً ظهر للإبداع مع الغبطة داخل فقاعةٍ كبيرة وأكملا تقدمهما، وتساقطت العيون شيئًا فشيئًا، فبينما يحسدك أحدهم فالتحصن بكلام الله تعالى يرشد الإنسان إلى الدرب الصحيح دون التأثر بعيون الحسد.
على جبل النجاح وصل الإبداع مع الغبطة، ووجدا الحسد يحترق من عيونه الذي تساقطت، وتبخرت، وما لبث أن تدحرج كالصخرة، ووقف الإبداع كعادته منتصرًا.
@bayian03