أحياناً نتشبث بالأشخاص، لأنه خيارنا الأوحد، وأحياناً نتمسك بروتين معين خوفاً من التغيير، وكثير من الأحيان نكتفي بنصيحة صوتنا الداخلي، الذي نجزم بأنه الوحيد الذي لن يخذلنا، لأنه الأفضل من وجهة نظرنا، وفي حقيقةً الأمر لأننا المتحكمين به وبأوامره.
في أول تخلي تُحَل أكبالنا منه، تتغير بعده حياتنا؛ قد نشعر بالخواء، ويأتي الحزن بعده، أو نظل حائرين من هذا الفراغ الغريب من بعد ضوضاء الحياة، هل كان القرار صحيح، هل أستطيع التقدم، هل أنا مستعد للتغيير؟ لماذا تمسكت بالمتخلي؟ لماذا حاولت إثبات أنني الأفضل، أو أنني أستطيع تغيير غير المتغير! مشاهدتنا للشيء من بعيد تختلف تماماً من التواجد داخل المشهد، وصعوبة أو سهولة اتخاذ القرار تختلف ايضاً بذات السبب.
يُقال: «لكي يتحرر الإنسان عليه تحمل ألم انتزاع ما ورثه من أفكار وآراء» مع موائمتها لمحتواي، قد تكون تخوفات إحساس الألم وقوة كلمة «انتزاع» هي التي توقفنا عن التخلي! رأيت من يفنى يومه وأيامه ليثبت مهارته وخبرته في العمل، ويجني من هذا التفاني الدخول في دوامة إرضاء من لا يرضا؛ وغيره الذي يهدر ذاته ارضاءً لشخصه المحبب، ولا يجني من ذلك إلا عكس ما رغبه! وهناك من «ينشب» في فكرة ما ولا يعتقها ليحصل على إشادة؛ حتى إن كانت فكرته غير مهمة! وغيره الذي يستمر في اداع المظلومية خوفاً من مشاهدة حقيقته! فيبادر بالهجوم حتى لا يضطر إلى الدفاع.
الخوف من المستقبل، الخوف من توقف اعتياد، الخوف من البقاء وحيداً؛ كلها حواجز متينة نشيدها أمامنا لإيقاف أي فكرة جديدة.
يظل الإنشاء وصفصفة الحديث بسهولة شرب الماء، ويظل اتخاذ القرار الحاسم بقوة الانتزاع، والحقيقة الأكيدة هي في درجة حب الذات، وعدد الفرص التي تمنحها لموضوعٍ ما، لتحقق ما ترغب الوصول إليه - استطعت الوصول -ولكن، هل حب الذات يُلغى بعدد المحاولات المستميتة التي تحارب بها الانتزاع!
@2khwater