في هذه النسخة السادسة عشر، والتي هدفت إلى التركيز على الأبحاث الانتقالية من خلال دعوة نخبة من الباحثين الدوليين والمحليين، محاولة منها سد الفجوة بين الأبحاث العلمية الأساسية والتطبيقات العملية في مجال الرعاية الصحية، وذلك من خلال أبحاث تحويل النتائج العلمية إلى أدوات، طرق، أو علاجات ملموسة لتحسين صحة الإنسان، وذلك بسعي في تسريع تطوير العلاجات من خلال تقليل الوقت بين اكتشاف الآليات البيولوجية والجزيئية للأمراض في المختبر وبين تطبيقها كعلاجات أو تقنيات تشخيصية في المستشفيات، وكذلك العمل على تطوير علاجات مخصصة بناءً على التركيبة الجينية والفسيولوجية لكل مريض، مما يؤدي إلى زيادة فعالية العلاج وتقليل الآثار الجانبية. وذلك من خلال توفير أدوات لتحسين دقة التشخيص وسرعة الكشف عن الأمراض، ليؤدي ذلك إلى تدخلات علاجية مبكرة وأكثر فاعلية، معززة ذلك في أبحاث تخص تطوير التقنيات الجديدة مثل الأجهزة الطبية، أو استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الصحية، لتؤدي دورًا في تطوير علاجات جديدة لأمراض مثل السرطان، السكري، وأمراض القلب، والتي ما زالت تشكل تحديًا كبيرًا. هذه النوعية من الأبحاث الانتقالية تعمل على تعزيز التعاون بين الأوساط الأكاديمية والصناعة وتبني جسوراً بين الباحثين والممارسين السريريين وشركات الأدوية والأجهزة الطبية، مما يسرّع من تنفيذ هذه الابتكارات، وليس أدل من مثال على تطبيقات لهذه النوعية من الأبحاث ألا وهو تطوير لقاحات - mRNA - التي استخدمت في مواجهة «COVID-19».
خلاصة القول، الندوة السادسة عشر، ليست مجرد فعاليات تعليمية وبحثية، بل هي قدمت أدوات استراتيجية تساهم في تعزيز مستقبل الرعاية الصحية في الأبحاث الانتقالية، والتي تعتبر محركاً أساسياً في نقل الاكتشافات العلمية إلى حلول ملموسة تسهم في تحسين حياة المرضى، وتطوير النظام الصحي بشكل مستدام.
* جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل
@Ahmedkuwaiti