التغيرات السياسية التي تعصف ببعض الدول تُلقي بظلالها الثقيلة على جوانب الحياة كافة، وعلى رأسها الصحة الجسدية والنفسية.
عندما يتزعزع الاستقرار، يتحول الإنسان إلى ضحية مباشرة وغير مباشرة، فالتغيرات السياسية الحادة غالبًا ما تقود إلى نزاعات مسلحة، تهجير قسري، ونشوء أزمات إنسانية.
في مخيمات اللاجئين، تبرز مشاكل صحية كبرى؛ من انتشار الأمراض المعدية بسبب الاكتظاظ وسوء المرافق الصحية، إلى سوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء. أضف إلى ذلك التحديات النفسية الناجمة عن الصدمات، الفقد، وعدم اليقين بشأن المستقبل، تتضاعف هذه المشكلات في ظل ضعف الإمكانات الطبية، وتأخر المساعدات الإنسانية، مما يجعل الحاجة إلى استقرار سياسي أكثر إلحاحًا.
أما الجانب الاجتماعي، فغياب الاستقرار السياسي يُدمر البنية الأسرية والاجتماعية. يُجبر الناس على ترك منازلهم، مدارسهم، وأعمالهم، ليجدوا أنفسهم في بيئات جديدة قد تكون غير مرحبة أو غير قادرة على استيعابهم. هذا الانقطاع عن المجتمع الأصلي يؤدي إلى تدهور كبير في جودة الحياة، ويفاقم الفقر والبطالة، مما يعمق الهوة بين المجتمعات.
على النقيض من ذلك، تُعد المملكة العربية السعودية نموذجًا للاستقرار السياسي الذي انعكس على جميع مناحي الحياة، وخصوصًا القطاع الصحي. بفضل القيادة الحكيمة، شهدت المملكة قفزات هائلة في توفير الرعاية الصحية، منذ بداية الأزمة السورية، فتحت المملكة أبوابها للسوريين، ولم تتعامل معهم كلاجئين بل كضيوف، ما منحهم الحق في التعليم، العمل، والوصول إلى الخدمات الصحية دون تمييز.
من أبرز الجهود الصحية، عملت المملكة على تحمل تكاليف الرعاية الصحية للسوريين في المستشفيات والمراكز الصحية داخل المملكة، بما يشمل الخدمات الأساسية والعلاج الطارئ، كما دعمت برامج اللقاحات، وحملات مكافحة الأمراض المعدية في مناطق اللاجئين بالخارج، قدمت المملكة أيضًا الدعم عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي لعب دورًا محوريًا في تقديم المساعدات الطبية،.
علاوة على ذلك، لم تقتصر جهود المملكة على توفير الرعاية الصحية فحسب، بل دعمت السوريين نفسيًا واجتماعيًا من خلال برامج التأهيل النفسي والمجتمعي التي تساعدهم على التكيف مع الظروف القاسية. هذا الدعم يُبرز فهم المملكة العميق لأبعاد الأزمات الإنسانية، وحرصها على أن تكون جزءًا من الحل.
أهمية الاستقرار السياسي
تُعد هذه المبادرات شاهدًا على أهمية الاستقرار السياسي في بناء أنظمة صحية قوية وقادرة على مواجهة الأزمات، ففي المجتمعات المستقرة، يكون التركيز على تحسين جودة الحياة.
@DrLalibrahim