فالكلمة ليست مجرد موجات صوتية نطلقها ولا مجموعة أحرف نرسمها على الورق، إنها أعظم من ذلك بكثير .
الكلمات إما غيث أو رماح، انتقيها قبل أن تنطق بها وتتساقط على المسامع، أنت لا تدري إن كانت ستمطر على قلب أحدهم أم ستدمي، فالكلمة تحيي القلب وأخرى تميتها.
«فالكلمة منها: ما تكون جارحة وتؤثر بالنفس، ومنها كلمة طيبة لطيفة تطيب النفس وتحييها..».
قد نجرح أشخاصا من حولنا بكلمة يمكن أن تكون خارجة من غير قصد أو بقصد، فعليك أن تنتقي الكلمات عند خروجها ولا تتسرع، لأنها قد تكون أقوى من رصاصة تصل إلى القلب فتقتل..
إذا أردت أن تزرع مزارع فازرع الكلمة الطيبة، فإذا لم تنبت كلها فسوف ينبت بعضها، فالكلمة لها القدرة على تحويل الأعداء إلى أصدقاء والعكس أيضا.
مدى تأثير الكلمات على عقولنا وانفعالاتنا أمر مهم جدا لأننا نتواصل مع الآخرين بشكل مستمر وعن أثر الكلمة الجارحة ذكر علماء النفس تأثيرها على النفس، بأنها تسبب جروحا حقيقية في الدماغ وتميت الخلايا وتتلف عملها وتسبب عطلا في التفكير لهذا يعاني الشخص المجروح ألما نفسيا وشعورا سلبيا وإحباطا، بل كثيرا ما يتحول الشخص المجروح إلى شخص غير منتج.
الكلمة الجارحة تكون سهلة في القول، لكن صعبة في الانتزاع من القلب ويبقى الأثر حتى بعد الاعتذار فهي رصاصة قاتلة..
بعكس الكلمة الطيبة فإنها صدقة، وتترك أثرا إيجابيا في قلوب الناس، ازرعوا أشياء تنبت خيرا وجمالا، انطقوا بالكلمة الطيبة «فإن لم تقل خيرا فاصمت» ولا تكسر قلب أحدا أو تجرح أحدهم بكلمات جارحة وأنت لا تعرف معناها أو ما يحدث بعدها.
هناك من الناس ما تجهل ماذا يمكن أن تفعل الكلمة بنا، وهل لها تأثير ملموس في حياتنا؟؟
الجواب: نعم بالتأكيد، فحينما تكون الكلمة حادة تصبح كالسكين لديها القدرة على أن تصل إلى الأعماق وتجرح بقوة وتتسبب في نزيف مستمر من المعاناة، لكن الكلمة الطيبة مثل الشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي ثمارها ولو بعد حين.
فالكلمة تعمل عمل السحر في نفس الإنسان، سواء كانت سلبية أو إيجابية قد تكون سلبية أكثر تأثيرا وإزعاجا للنفس لذلك، فهي سلاح ذو حدين ممكن تبني حياة أو تحطمها، فلينتبه كل منا لما يخرج من لسانه.
@Sa_Alaseri