وأسوأ أشكال التنمر، التنمر في العمل والأسوأ منه عندما يكون صاحب هذا السلوك المدير للأسف.
سلوك مزعج يستهدف الموظفين في مكان العمل، مليء بالحقد والإساءة اللفظية، فالسخرية دمار لشخصية الموظفين، أما التخويف والترهيب فحدث ولا حرج، إبادة للروح المهنية والنفسية .
ومن أشكال التنمر عدم تعريف الموظف بواجبات العمل ومسئولياته، يظل الموظف تائهاً في ضياع تام مشتت الذهن، ناهيك عن عدم إعطاء المدير للموظف حقوقه كامله، ورفض طلب الموظف للإجازة التي يستحقها واستمرار هذا الرفض.
والمؤسف أيضاً أسلوب المدير في متابعة عمل الموظف بشكل غير طبيعي وغير مألوف، زد على ذلك التقليل من أفكار الموظف وآراءه سواء أمام الآخرين أو بمفردة والنقد الدائم غير البناء واللوم غير المشروع، أو التدخل في شئون الموظف الخاصة.
وأما سرقة أفكار الموظف ونسبها للمدير، فجريمة سيحاسب عليها المدير في الدنيا والآخرة.
والأكثر تأذياً عند ينسب المدير للموظف أخطاء لم يتسبب فيها ويروج الإشاعات عنه، أو يمنع عنه ترقية أو تدريب.
أما الترهيب والتجسس على الموظف وانتهاك خصوصيته وما شابه ذلك من أنواع العنف الوظيفي، فإبادة كاملة لشخصيه وثقته بنفسه وإصابته بالإحباط. والإقصاء ورفض الترقيات هي إحدى أهم صفات المدير المتسلط، وقد يحدث التنمر في جميع أماكن العمل، بالمكاتب والمتاجر والمنظمات الحكومية وورش العمل والمطاعم والمقاهي، ويتعرض له الموظفون والعاملون والمتدربون.
يتأثر الأداء الوظيفي للموظف الذي يتعرض للتنمر في بيئة العمل للسلب، فيصبح مسلوب الإرادة غير قادرًا على القيام بعمله، ويجد صعوبة في التركيز فيه، وبالتالي يزداد معدل تغيبه عن العمل وانخفاض إنتاجيته.
كما ينخفض الأداء الوظيفي لضحية التنمر لأسباب نفسية، إذ يشعر بفقدان احترامه لذاته، خاصة عندما يتعرض للإذلال أو السخرية علنًا، إضافة إلى شعوره بالعزلة، والعجز والارتباك.
وبخلاف ما سبق، فقد يتعرض ضحية التنمر في العمل إلى نوبات رعب، عندما يرى المتنمر أو يتذكر ما فعله معه أو ما قاله له، وهذا يؤثر بشكل مباشر على صحته وأدائه لأموره الخاصة.
في هذه الحالة يجب على الموظف المتنمر عليه أن يثق بنفسه وأن لا يقف في موضع المدافع دائماً.
ويُعد التنمر واحدًا من أسوأ السلوكيات التي تسبب مضايقات عدة في حال عدم التعامل معه بحزم، إذ أن هذا السلوك السلبي يجعل الموظفين يشعرون بالتوتر وعدم الأمان، ويدفعهم إلى البحث عن بيئة عمل أكثر احترامًا.
منصب المدير لا يصلح للجميع، وذلك لأن هناك أنواعًا من الأشخاص يُفضلون التسلط على غيرهم دون الأخذ في عين الاعتبار أن ذلك الأمر يعد من المهارات القيادية السيئة.
[email protected]