في تقديرنا لن ينسى السوريون فترة الثلاثة والخمسين عاماً التي بدأت في حياة حافظ الأسد في مطلع سبعينيات القرن الماضي ثم استكمل الأسد الزبن بشار المسيرة حتى هروبه إلي روسيا بعد أن حصل على مايقال بأنه حق اللجوء لدوافع إنسانية حسب التصريحات الرسمية الروسية. في سوريا كان الاحتقان سيد الموقف على مدى العقدين الماضية منذ أن دخل النظام في صراع مع السوريين، وهذه أخطر وأسوأ أنواع المواجهات التي يمكن أن يخوضها أي نظام. لأن النظام السياسي إذا فقد النصرة، والدعم، والتمكين من حاضنته الأولى التي يعيش بين ظهرانيها فهذه إشارة مبكرة على أنه نظام خاسر.
زاد تأكيد هذه القاعدة استقواء النظام بالخارج في مواجهة الدخل، وهذه أيضاً نقطة ضعف قاتلة لا يقدم عليها إلا نظام يعلم مسبقاً بأنه إلى زوال، وتقول المصادر التاريخية أن سقطة الاستعانة بالخارج قديمة في ممارسة النظام السوري حيث تؤكد مصادر بأن الأب حافظ الأسد استقوى في بداية عهدة بالخارج وتحديداً بالاتحاد السوفيتي في مواجهة دائرتين الدائرة الأول هي الدائرة السورية والتي حاول حافظ الأسد أن يجعل بين نظامه وبينها حاجزين الحاجز الأول حاجز الطائفة التي ينتمي إليها وهي كما يعرف الجميع الطائفة العلوية، والحاجز الثاني هو سيطرة هيمنة الحزب، والمقصود به حزب البعث العربي الاشتراكي. وفي فترة الأسد الابن بشار زاد الأخير من جرعة الطبقة العازلة بينه وبين السوريين حيث أستعان بالقوى الدولية « روسيا» وبالقوى الاقليمية « إيران» وبالفوايد مادون الدولة والجماعات والميليشيات الطائفية العابرة للحدود.
ثلاثة وخمسون عام اعتقد النظام أنه يحمي نفسه من الناس وكانت واحدة من أخطر الأدوات التي نفذ بها تقنيات العزل استخدام القوة الباطشة والغاشمة في مواجهة الناس وكان أحد مظاهر هذه القوة تقنية السجون التي ملأت البلاد، حيث تذكر التقارير الحقوقية والصحفية الغربية أن أكثر الأشياء في سوريا صور الرئيس و السجون، وتأكد أنه هذه الأشياء أكثر من المدارس، والمصانع ومن رياض الأطفال، خيارات النظام كانت خاطئة لذا كان سقوطه مدوياً، وأنتصر الناس في سوريا.
@salemalyami