في تجارب جميع الدول التي نظمت كؤوس العالم عبر التاريخ تحققت قفزات واضحة في كل تلك المجالات، ومع نمو عالمي ومتداخل بشكل كبير استفادت كثير من الدول المنظمة اقتصاديا بصورة ملحوظة، ففي كأس العالم الذي نظمته دولة قطر في عام 2022 شهد تفاعلا غير مسبوق انعكس على كثير من تفاصيل الحياة والواقع في قطر التي حققت قفزة كبيرة في بنيتها التحتية وشاهد تلك البطولة ما لا يقل عن 5 مليارات شخص حول العالم.
التعريف بتاريخك وأمجادك وحاضرك ومستقبلك ودورك وتأثيرك العالمي مكسب لا يضاهيه مكسب آخر لأنه يحمل البصمة الوطنية بين شعوب ودول العالم، ويجعل الدولة المنظمة تقطع مسافات ضوئية في التطور من خلال الحافز والإرادة الوطنية في صنع الفارق من خلال تنظيم نسخة غير مسبوقة تلفت الأنظار ولا تنساها الذاكرة، وذلك يعيدنا إلى واقع العائدات الاقتصادية المحتملة من التنظيم.
في كل النسخ الماضية كانت هناك قوة دفع للأسواق المالية بعد الإعلان عن استضافة نهائيات كأس العالم، فقد ارتفعت السوق المالية في قطر «2022» خلال أول شهر 5.8%، وفي روسيا «2018» 3.4%، وتراجعت فقط في نسخة البرازيل «2014» سجلت تراجعا 4.1%، وارتفعت في نسخة جنوب إفريقيا «2010» 4.4%، وألمانيا «2006» 2.3%. وذلك يتعلق بسوق المال فقط ولكن في المجمل هناك مكاسب متعددة تحققت وأسهمت في التطور والازدهار والنمو.
الآن أمامنا فرصة ذهبية بعد إعلان استضافة المملكة لكأس العالم 2034 بأعلى تقييم في تاريخ البطولة، وقد أظهر تقرير الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» التطور الكبير في خدمات الاتصالات وشبكة الإنترنت داخل السعودية، إضافة إلى جاهزية المنظومة الصحية والبنية التحتية، ما يجعلنا امام خطوة واحدة كبيرة لتحقيق النقلة التي تجعلنا ننظم أفضل بطولة ونحقق أكبر مكاسب في تاريخها.