وللإجابة على التساؤل فان المنطقة الشرقية بها العديد من الفرص الغير مستغلة سياحيا، ففيها أكبر المرافق بالعالم لصناعة النفط والغاز البتروكيماويات، وهي ميزة نسبية لا تمتلكها وحتى أكبر دول العالم. إلا ان ما تفتقر الية هو الاستفادة من تلك الميزة كالمعارض المتخصصة الجاذبة لزوار الخارج لأغراض بلدانهم كمثال. أو جامعات متخصصة يدرس بها طلاب الخارج والداخل وتعمل مع كافة القطاعات الخارجية من أبحاث ودراسات. او تواجد كمراكز بالمنطقة للشركات العالمية بالمجال وحتى تلك التي لا تستهدفنا كسوق لها، ولا زالت مدينة هيوستن الامريكية محط تلك الصناعات من كل أنحاء العالم فلم لا نكون نحن مثلها وما ينقصنا؟ وهو حلم يراودني ومن قديم من أن نكون عاصمة عالمية لصناعة النفط والغاز، وما علينا لتحقيقه الا عمل دراسة متخصصة محددة المستهدفات ومن ثم وضع خطة للتنفيذ والقيام بها.
ونأتي على الميزة الأخرى الجاذبة للسياحة الخارجية وهي تواجد المنطقة على ساحل الخليج العربي، وكشاهد عيان فإن السياحة البحرية انتهت من أسباب القلاقل التي شابت المنطقة من حروب بالقديم، ومن أسباب الإجراءات المشددة الطاردة حينها لمثلها من أعمال ترفيه، فما عاد أغلب أهالي المنطقة يكترثون بالصيد أو بالنزه البحرية، ولا يوجد موقع واحد حاليا بالمنطقة لرسو القوارب الدائم للنزهة، ولا مجال لإحياء تلك الميزة البحرية حتى لو أعدنا المراسي لتلك اليخوت والقوارب إلا أن تجري دراسة ومراجعة شاملة للإجراءات، فلا يفنى الذيب ولا يموت الغنم وكما بالمثال، بشرط دون الاخلال الأمني.
وأخيرا، آتي على الميزة النسبية لآثار المنطقة والتي تزيد عن 400 موقع والمؤرخة ومنذ فجر الحضارات، فحاليا لا يوجد إلا موقع واحد مفتوح للزيارة المستمرة الأثرية وهو قصر ابراهيم بمحافظة الأحساء، مما يستلزم دراسة شاملة لكافة المواقع الأثرية آخذين بالاعتبار الاحتياج وقدرتها على الجذب السياحي الخارجي كدعاية وإعلان ومن تأهيل للزوار، ومن البدء بأعمال التنقيب لتحقيق الغاية.
ثم نأتي على الأحساء لما لها من خصوصية فهي واحة زراعية مسجلة بمنظمة اليونسكو العالمية. وهناك برامج كمشاريع للسياحة الريفية بها كمنتجعات أو من فنادق، والواحة حاليا كرقعة زراعية في تضاؤل مستمر وبأسباب عدم جدوى إقامة أغلب المشاريع الزراعية بها ومن عدم الاعتراف بالمتملكات من وقفيات قديمة عند إقامة النشاطات المختلفة. وكاستراتيجية إن أردنا جعلها مقطبا سياحيا، فيجب علينا أولا التأكد من المحافظة على استمرار الواحة والرقعة الزراعية بها ومن ثم تطويرها، ودراسة ما يرغب السياح من دول الخليج من رؤيته بها وهم الجهات المستقطبة لسياحتها لما للواحة من عناصر ورابط اجتماعية قديمة، وأيضا حل لجميع المعوقات الإدارية التي تحول المستثمر للتصنيع الزراعي لرفع نتاج المدخلات الزراعية، ومن تطوير لوسائل المواصلات لها كربط مطارها مع كافة دول الخليج العربي، ومن جلب للمعارض الدولية الزراعية المختلفة لها، أو على الأقل من تخصصها في مجال محدد جاذب كمعارض.
كل شيء يمكن أن ينفذ ولا شيء مستحيل على هممنا وعلى شباب بلادنا، وهي تجربة نخوضها ونحن في مراحلها الأولى، ولا زال الطريق قائما ولا زلنا في طموحنا أن نصبح الأول بالعالم وفي كل مجال.
@SaudAlgosaibi