أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن تمكين اللغة العربية يتطلب الاهتمام بالأبحاث والأفكار والرؤى الجديدة بشأن تطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها ونهضتها.
وأيضًا استشراف معالم التحديات التي تواجهها، وتقديم المقترحات لها، وتبادل الخبرة في مجال تطوير تعليمها، والاستفادة من البرمجيات والتقنيات الحديثة في تطوير تعليمها وتعلمها.
جاء ذلك في كلمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية التي ألقتها الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية السفيرة هيفاء أبو غزالة في الاحتفال الذي نظمته الأمانة العامة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.
أقدم اللغات السامية
قالت أبو غزالة: اللغة العربية تُعد من أقدم اللغات السامية، وأكثر لغات المجموعة السامية من حيث عدد المتحدثين، وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، يتحدث بها أكثر من 422 مليون نسمة في الوطن العربي فقط، إضافة إلى العديد من المناطق الأخرى في العالم.
وأضافت: اللغة العربية من بين اللغات الأربع الأكثر استخدامًا في الإنترنت، وهي كذلك من أكثر اللغات انتشارًا ونموًا متفوقة على اللغة الفرنسية والروسية.
وأشارت إلى أن اللغة العربية ذات أهمية كبيرة لدى المسلمين، فهي لغة القرآن الكريم، وتكتسب أهمية كبيرة في الثقافة والتراث والأدب العربي جعلت منها أساس الحضارة العربية.
كما تعد اللغة العربية الأغنى عالميًا من حيث الإبداع والأشكال والمصطلحات والخطوط والمعاني، متضمنة مفردات لغوية قلما توجد في اللغات الأجنبية الأخرى.
وبذلك أضافت اللغة العربية كثيرًا إلى الأدب والفنون والعلوم، وأثرت على اللغات الأخرى، وأُخذت منها العديد من المصطلحات في بعض اللغات.
طمس الهوية واللغة العربية
وتابعت هيفاء أبو غزالة: تتعرض لغتنا العربية للعديد من التحديات، سواء منها محاولات خارجية لطمس الهوية واللغة العربية من الأجيال الصاعدة، أو ما أحدثته المتغيرات الإقليمية والدولية التي نمر بها، والتي ساعدت بعض المعاديين للعروبة والهوية العربية في التشكيك في الهوية والتاريخ والحضارات.
واختتمت كلمتها بالتأكيد على أن "اليوم العالمي للغة العربية" يأتي هذا العام في خضم ظروف ومتغيرات إقليمية ودولية عصيبة تحيط بعالمنا العربي.
وأشارت إلى الانتهاكات الإسرائيلية في المنطقة وما تتعرض له فلسطين ولبنان، وما تسعى إسرائيل إلى تحقيقه بشكل غير قانوني مستفيدة من تطورات الأوضاع الداخلية في سوريا، الأمر الذي يشكل تهديدًا خطيرًا لأمن وسلامة هذه الدول والمنطقة كلها.
وأضافت: لطالما شهد التاريخ أن الاستعمار لا يسرق الأرض فحسب، بل يحاول أيضًا سرقة تراثها والإرث الحضاري، الذي يمتد بجذوره في أعماق التاريخ.
ولذا فعلينا العمل سويًا على المحافظة على تراثنا وثقافتنا ولغتنا ضد أي محاولات لطمسها، ومن أجل الحفاظ على الأمن الثقافي العربي كلها.