والمشاهد أنه عندما يعتمد الفرد على التحيزات العقلية في فهم العالم من حوله، تجده أنه في الغالب، يقع ضحية لرؤية مشوهة للواقع، مما يؤدي به إلى تعزيز الأفكار السلبية عن ذاته، مثل اعتقاده بعدم كفاءته أوقلة قيمته، حيث يركز على الأحداث أو الآراء التي تدعم هذه الأفكار، ويتجاهل النجاحات والإنجازات السابقة التي حققها، ولاشك في أن هذا النوع من التفكير يعززمشاعر الاكتئاب والقلق.
إضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التحيز العقلي إلى قرارات سيئة تزيد من التوتر والإجهاد النفسي، فعلى سبيل المثال، الشخص الذي يعاني تحيزالخوف قد يتجنب مواجهة مشاكله، مما يؤدي إلى تفاقمها بمرور الوقت. كذلك، الاعتماد على تحيز عقلي وهو «الكل أو لا شيء»، يجعل الفرد يرى الأمور إما مثالية إذا توافقت مع نظرته أو كارثية إذا اختلف معها، مما يزيد من الإحباط والإرهاق النفسي عليه.
تجدر الإشارة إلى أنّ للتحيز العقلي أثر بالغ على صحة الدماغ ووظائفه المعرفية، فالاعتماد المستمر على التحيزات، يضعف قدرة الفرد على التفكيرالنقدي وحل المشكلات، مما يعزز السلوكيات العشوائية وغير المنطقية، ثم أن الضغط الناتج عن التحيزات يسبب تغيرات في نشاط الدماغ، تؤدي إلىضعف في الذاكرة والتركيز على المدى البعيد.
ولكي ننجح في التخلص من التحيز العقلي وتأثيره السلبي، يجب علينا أن نتبنى مهارات التفكير النقدي وتعزيز الانفتاح على الأفكار الجديدة، وتدريب العقل على التشكيك في القناعات المسبقة والبحث عن أدلة موضوعية تدعم أوتفند الأفكار، كما يُنصح بالمحافظة على المرونة العقلية والتوازن في تحليل الأمور.
قال الشاعر:
إذا كنتَ ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ.. فإنَّ فسادَ الرأي أن تترددا
ولا تجزعْ إذا أعسرتَ يومًا.. فقد أيسرتَ في الدهرِ طويلًا
@azmani21