الكذب لن يكون أبداً وسيلة لتحقيق المراد لأن حبله قصير ويؤدي إلى الفجور ثم إلى النار يجب أن نتحرى الصدق ونربي أبناءنا وطلابنا على الصدق لأن الصدق طريق الفلاح وهذا ما ثبت شرعاً وعقلاً، واقرأ التاريخ ستجد أن البقاء للصادقين.
في سيرة سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم موقف من مواقف قامت على الصدق فكانت النجاة والربح، فلما هاجر المسلمون إلى الحبشة وجاء مندوبا قريش إلى النجاشي ليردا المسلمين، رفض النجاشي بعد أن سمع رد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، ولكن مندوب قريش عمرو بن العاص لم يستسلم بل قال لزميله عبد الله بن أبي ربيعة: والله لآتينه غدًا عنهم بما أستأصل به خضراءهم. فقال له عبد الله بن أبي ربيعة: لا تفعل، فإن لهم أرحامًا وإن كانوا قد خالفونا، ولكن عمرو أصر. فلما كان الغد قال للنجاشي: أيها الملك، إنهم يقولون في عيسى ابن مريم قولاً عظيماً، فأرسل إليهم النجاشي يسألهم عن قولهم في المسيح ففزعوا، ولكن أجمعوا على الصدق، كائنًا ما كان، فلما دخلوا عليه وسألهم، قال له جعفر: نقول فيه الذي جاءنا به نبينا صلى الله عليه وسلم: هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البَتُول. فأخذ النجاشي عودًا من الأرض ثم قال: والله ما عدا عيسى ابن مريم ما قلت هذا العود، فتناخرت بطارقته، فقال: وإن نَخَرْتُم والله. ثم قال للمسلمين: اذهبوا فأنتم شُيُومٌ بأرضي ـ والشيوم : الآمنون بلسان الحبشة ـ من سَبَّكم غَرِم، من سبكم غرم، من سبكم غرم، ما أحب أن لى دَبْراً من ذهب وإني آذيت رجلًا منكم ـ والدبر: الجبل بلسان الحبشة . ثم قال لحاشيته: ردّوا عليهما هداياهما فلا حاجة لى بها، فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي، فآخذ الرشوة فيه، وما أطاع الناس في فأطيعهم فيه. قالت أم سلمة رضي الله عنها التي تروى هذه القصة: فخرجا من عنده مقبوحين مردودًا عليهما ما جاءا به، وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار. هذه عاقبة الصدق، فكن من الصادقين يكن الله معك.
@shlash2020