وما زلنا نعيش الأفراح والليالي الملاح بعد الإعلان الرسمي من قبل الإتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» في يوم تاريخي «11 ديسمبر 2024م» عن أن المملكة العربية السعودية هي الدولة المستضيف لكأس العالم 2034م.
وقد أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - يحفظه الله - تأسيس «الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034»، وذلك عقب إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» فوز المملكة العربية السعودية. ويأتي إعلان تأسيس الهيئة تأكيدًا على عزم المملكة على تقديم نسخة استثنائية من المحفل الأكثر أهمية في عالم كرة القدم، وهو تجسيد للدعم والاهتمام الذي يجده القطاع الرياضي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله -، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء- يحفظه الله -.
وهذه البطولة هي النسخة رقم الخامسة والعشرين، منذ انطلاقها للمرة الأولى «1930م» في الأورغواي، ومما يدل على أهمية وضخامة هذا الحدث أن عدد أعضاء الفيفا (211) اتحاد وطني للدول، بينما هيئة الأمم عدد أعضائها «193» دولة، وهذه المرة تم الاجتماع عن بعد «أونلاين» للمرة الأولى بتاريخ المنظمة. وستكون السعودية هي أول دولة تنظم «بمفردها» المونديال بنظامه الموسع والجديد بمشاركة 48 منتخبا.
من ناحية الأرقام، سيكون هناك «15» ملعبا مجهزا بأحدث التقنيات وبموصفات عالمية، وعدد المباريات «104» مباراة، في خمس مدن «الرياض، جدة، الخبر، أبها، ونيوم»، وعشرة مدن مستضيفة أخرى، مع وجود «134» منشأة رياضية.
واستضافة هذا الحدث العالمي الكبير له مميزات عديدة اقتصادية واجتماعية وثقافية وإدارية منها، تعزيز الروح الرياضية والتنوع الثقافي، والتواصل والتعاون مع الهيئات والمنظمات العالمية، وتحسين صورة البلد المضيف عالميا، وزيادة الخبرة واكتساب مهارات في تنظيم المحافل الدولية، وتطوير البينة التحتية من مطارات، وطرق وجسور، ووسائل نقل عامة وفنادق، بالإضافة إلى سيكون هناك تحفيز للاقتصاد ولقطاع السياحة، وجذب استثمارات أجنبية، وتوفير فرص عمل، والتخطيط والتنظيم والتنفيذ للاستراتيجيات طويلة المدى، وغيرها من الفوائد والمنافع المتعددة.
تنظيم كأس العالم وبنكهة ولمسات وقدرات سعودية ليس المقصود منه فقط مسابقة كرة القدم، بل هو محفل عالمي ينظر إليه على إمكانيات الدولة المستضيفة، ومكانتها من الناحية الاقتصادية، والتفافية، والاجتماعية، وأيضا فعالية وحسن التنظيم، مع الحرص على المحافظة على الأمن والسلامة لكل المشاركين والزائرين بمختلف أطيافهم. وهي فرصة كذلك للعالم بشكل عام وللزائرين بشكل خاص لتعرف على الثقافة والتراث وعلى الشعب السعودي عن قرب.
مثل هذه المسابقات الدولية العملاقة والمشهورة هي فرصة مهمة أن يشاهد العالم ويلامس الصورة الواقعية عن التطور الذي تشهده البلاد في مجالات شتى، وعن القفزات النوعية التي حدثت في الأنظمة والإجراءات، وفي جودة وسرعة التحول الرقمي في القطاعات العامة والخاصة.
إن تنظيم كأس العالم سيختصر سنوات من الجهد والعمل لرسم صورة حقيقة ورائعة للمجتمع الدولي عن التطور الذي تعيشه المملكة وفق رؤية 2030.
@abdullaghannam