وللحق فإن تلك الوصفات بدأت تندثر نظراً لإقبال الناس على الطب التقليدي وإهمال تلك العلاجات الشعبية برغم أن آثارها الجانبية تعتبر ضئيلة، ولكن ما حدث خلال الخمسين سنة الماضية من ثورة في الطب التقليدي جعل الناس تتحول إليه وتتجاهل الطب الشعبي - وهي حالة عامة في أغلب الشعوب والمجتمعات - أنا لا أطالب بتجاهل العلم وما توصل إليه من تطور وتقنيات، بل على العكس فإنه يعتبر الأساس للطب ولكن في المقابل عدم تجاهل تلك الخبرات المتراكمة في الطب الشعبي ونسيانها تماماً لأنها كنز يجب الحفاظ عليه، لو تسائلنا عن وصفاتنا الشعبية وماذا بقي منها؟ ربما نقول بكل صدق أن أغلبها اندثر ولم يتبق منها إلا القليل في أذهان بعض كبار السن الذين تناقلوها كابراً عن كابر حتى وصلت إلينا بوضعها الحالي، وربما مع مرور الوقت تنتهي تلك البقية من الوصفات التي تعتبر مهمة ومفيدة للصحة العامة.
قديماً قبل النهضة والتطور الحاصل في العالم كان الجميع يعتمد على الأعشاب في تركيب الأدوية ولا يوجد مصدر غير ذلك، ومع التطور والنهضة تحول الطب إلى العلاجات التقليدية الموجودة في وقتنا هذا مما يعني أن تلك المواد العشبية سابقاً فعالة ويمكن تناولها والاستفادة منها حسب الحاجة، ولكن تحتاج لمتخصص يستطيع مزج الاعشاب لتصبح فعالة، وصفاتنا القديمة أثبتت نجاحاً مميزاً في علاج الكثير من الأمراض نتيجة تراكم الخبرات والتجارب على مدار مئات السنين، ومن الأهمية توثيق تلك الوصفات في كتاب لتصبح دليلاً لمن يرغب في استخدامها أو الاطلاع عليها ومدى نجاح تجربتنا الشعبية في هذا العلم الإنساني، توثيق تلك الوصفات لا يعني دعوة لإهمال الطب التقليدي ولكن حفظ تراثنا من الضياع.
@almarshad_1