وللأسف بلداننا العربية الغنية منها والفقيرة تعاني كثيراً من ضعف واضح، وبعضها فاضح في البنى التحتية، فتتجلى وتنكشف عورته في هذا الموسم «موسم الامطار»، وللأسف فإن هذه البنى التحتية أو ما تسمى كذلك باللوجستيات، وهي قواعد القواعد للقطاعات الاقتصادية والمواصلات والاتصالات، وتشمل البنية الأساسية وخدمات الطاقة والكهرباء، والشوارع والجسور، والطرق السريعة ورصفها، وشبكات المياه وصرفها، وبعض الخدمات مثل الطوارئ والرعاية الصحية والتعليم، والمباني المكتبية ومعدات وشبكات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات..الخ.
فعلى سبيل المثال البنى التحتية للمواصلات من شوارع وجسور وطرق، قد تكون حديثة البناء ولكن مشكلتها أنها لا تواكب النمط الحديث والتغيرات السريعة أو المعاصرة، فالمركبات تغيرت وتغير حتى حجمها فهي أكبر من بعض الطرق، وتغيرت معها الكثير من القوانين، فحتى تلك القوانين المتغيرة تستلزم أن يبتكر شوارع تستعد لتغيرها، وكذلك أشكال البناء والمناطق تمددت فبعض الشوارع في المناطق السكنية تحتاج لمساحة أكبر مما كانت عليه في الخطة القصيرة أو المتوسطة الماضية، والتي يتم تنفيذها بأثر رجعي، ذلك لأن أعداد المراكب وأحجامها وحتى فتح الطرق على بعضها تجعلها طريق يجب اعطاءه الكثير من الامتيازات كالاتساع والمواد المستخدمة وغيرها، وقس عليه في شبكات الاتصال. لذا، فقطاع البنية التحتية أكثر قطاع يحتاج لعقول مبتكرة وسابقة لعصرها.
والسؤال، لماذا هذا القطاع هام للاقتصاد الحديث؟، ذلك لأن البنية الأساسية تدعم تطور الحضارة ورفاهية البشر وأساسيات العيش في عصرنا الحالي. لذا، يلتزم القطاعان العام والخاص في العالم كله، يوضع ميزانية مخصصة للبنية التحتية وإعادة تجديدها وفق استراتيجيات متوسطة وطويلة المدى، بتخصيص موارد كبيرة لبناء وصيانة البنى الأساسية المختلفة، مما يساعدها في تحقيق أهدافها الخاصة والعامة، فهي ركن أساسي للتطور والكسب والمواكبة.
لذا، كل بلد يسعى لتحسين وتطوير اقتصاده عليه أن يعطي للبنى التحتية أولوية قصوى، بينما بعض بلداننا لا تزال تبني مشاريعها اللوجستية التي وافقت عليها قبل عشر سنوات، والتي تنفذها قبل خمس أو ثلاث سنوات، وتعطل ببنائها انسيابية الحركة المرورية وتتسبب في أعطال متعددة، وحين يكتمل تجد أنه أكثر ازدحام من قبل.
إذن البنية التحتية التي تتسم بأفكار مبتكرة ومستقبلية.
@hana_maki00