اللافت في حركة القوات الروسية التي بقيت في سوريا أنها سارت في مسارات ثلاثة المسار الأول أن القوات التي كانت منتشرة للجيش الروسي في المدن والمحافظات السورية المختلفة وخاصة تلك التي كانت تشهد انتفاضات ضد النظام بدأت تترك مواقعها وتتجه إلى نقاط محددة في موانئ وقواعد خاصة بالروس، الشيئ أو الملاحظة الاخرى أن الإدارة السورية الجديدة أظهرت مرونة عالية تجاه الوجود الروسي في سوريا وأكدت بشكل علني أنها قادرة على التفاهم مع الروس بدون أعمال عنف أو قتال، والملاحظة الثالثة هي أن روسيا بدأت في شحن جنود و أسلحة ومعدات عسكرية من سوريا عبر البحر قيل أنها معظمها في الغالب يتوجه إلى ليبيا وبشكل خاص إلى المناطق التي يسيطر عليها القائد العسكري الليبي المتقاعد بن بالقاسم خليفة حفرت في شرق ليبيا.
هذا السلوكيات الروسية أجابت على أسئلة أثارها كثير من المراقبين حول القوة الروسية في منطقة الشرق الأوسط أول هذه الأسئلة أن القوات الموجودة في المنطقة ليست هي تلك القوات التي أرسلتها روسيا إلى المنطقة قبل اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا بما يعني أن جزء وربما جزء كبير من هذه القوات أعيد إلى روسيا للمساعدة في المجهود الحربي ضد أوكرانيا، الثاني أن روسيا اكتفت في سوريا بالتمركز في قاعدتين بحريتين وأنها قد تجد طريقاً للتفاهم من الإدارة السورية الجديدة في سوريا علي إدارتها، الثالث أن القوات الروسية التي بدأت تتوافد على الأرض الليبية ربما تتطلع لتعويض خسائر الروس في سوريا بما يعني البقاء في البحر المتوسط في أكثر من نقطة وبطريقة سلمية وبعيدة عن الصراع الدولي، أو التنافس مع القوى الاقليمية والدولية هناك .
@salemalyami