قبل عدة أيام شاركت في ندوة قومية عقدتها منظمة العمل العربية ممثلة بإدارة التنمية البشرية والتشغيل بالتعاون والتنسيق مع المركز العربي لتنمية الموارد البشرية التابع لمنظمة العمل العربية حول "حوكمة التنقل والهجرة النظامية للأيدي العاملة العربية"، وشارك في الندوة ما يقارب 35 مشارك ومشاركة يمثلون أطراف الإنتاج الثلاثة في 14دولة عربية، وممثلة عن إدارة الهجرة في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وممثل عن منظمة الهجرة الدولية.
خلال تلك الندوة تم استعراض تجارب الدول العربية في تطوير أسواق العمل وحوكمة التنقل فيها، وتم استعراض أبرز المؤشرات والمعايير الخاصة في أسواق العمل العربية وتطورها خلال السنوات السابقة، وخلال أيام الندوة تشرفت بإستعراض تجربة سوق العمل في المملكة، بالاضافة للمبادرات التي تم تطبيقها وكان لها أثر كبير على العديد من المؤشرات الخاصة في أسواق العمل، وتسليط الضوء في المناقشات الجانبية على التقدم الكبير الذي حققته المملكة في بعض المؤشرات الرئيسية لأداء سوق العمل مقارنة بدول مجموعة العشرين، والتي سأتطرق لها في هذا المقال مع "عتبي" على وسائل الاعلام المحلية لعدم الاهتمام في إبرازها بالرغم من أهميتها.
احتلت المملكة المرتبة الأولى في معدل نمو القوى العاملة مقارنةً بدول مجموعة العشرين خلال الفترة من عام 2013 إلى عام 2023، ويعود هذا النمو للإنتعاش الاقتصادي الذي تعيشه المملكة في ظل رؤية 2030، والتي جعلت منها اقتصاداً خالقاً وجاذباً للوظائف، بالاضافة لجهود ومبادرات وزارة الموارد البشرية لدعم سوق العمل، واضافة لذلك حصلت المملكة على المرتبة الأولى لمعدل نمو القوى العاملة للإناث بين عامي 2018 و 2023 بلغت 11.3% وبفارق كبير عن أقرب دولة وهي الهند، وهذا يدل على نجاح السياسات والمبادرات الخاصة بتمكين عمل المرأة وتعزيز مشاركتها في سوق العمل.
وفيما يخص معدل المشاركة في القوى العاملة، تصنف المملكة في المرتبة الأولى كأعلى دولة في معدلات مشاركة الذكور من بين دول العشرين لعام 2023، كما احتلت أيضاً المرتبة الأولى في معدل مشاركة القوى العاملة للفئة العمرية 25 سنة وأكثر من بين دول مجموعة العشرين.
بالاضافة لذلك؛ سجلت المملكة ارتفاعاً في إجمالي معدل المشتغلين للذكور بنسبة 5.5% بين عامي 2018 و 2023، وسجلت ثاني أعلى ارتفاع فيما يخص معدل المشتغلين للأناث بالمملكة لنفس الفترة بنسبة بلغت 12.8%، وجاء ذلك الارتفاع انعكاساً للجهود التي تم بذلها في مجالات التوظيف على مدار الأعوام الماضية، أما بالنسبة لمعدل البطالة الإجمالي، فيعتبر المعدل منخفض نسبياً في عام 2023 مقارنة بعام 2018، وسجلت المملكة أعلى تحسن في تقليص الفجوة في معدل البطالة بين الإناث والذكور لنفس الفترة، وذلك يعود لنجاح القرارات والمبادرات المتنوعة المتعلقة بالتوظيف خلال تلك الفترة.
التجربة السعودية أثبتت أنها التجربة الرائدة مقارنة بأسواق العمل العربية، وذلك بشهادة الحضور، وتعتبر النموذج المثالي الذي سيتم الرجوع له لتطوير أسواق العمل في الدول العربية، وما تم تحقيقه من تقدم في كثير من المؤشرات الرئيسية لأداء سوق العمل يعود لعدة عوامل، من بينها النمو الاقتصادي، وزيادة المشاريع التنموية الضخمة في مختلف القطاعات، وتبني المملكة لرؤية طموحة تهدف لتحقيق تنوع اقتصادي من خلال سوق عمل واعد.
مستشار موارد بشرية