من المعروف في عالمنا اليوم أن الدول التي ترتكز على اقتصادات قوية وحيوية، لا يتوقف نشاطها الاقتصادي وحراكها التنموي على قطاع واحد، أو سلعة واحدة، أو حتى على أنشطة اقتصادية معينة، بل هي دول تمتلك اقتصادات قوية تمنح جميع القطاعات فرص النمو والمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي... والمملكة العربية السعودية واحدة من أكثر دول العالم التي تمتلك ولله الحمد اليوم اقتصاد أكثر تنوعاً وقوة وحيوية.
من كان يتوقع أن القطاع غير الربحي يحقق إيرادات سنوية تتخطى حاجز الـ54 مليار ريال في عام واحد، وهو الرقم الذي دفع بالتالي إلى زيادة حجم الإنفاق والمساهمة في الناتج المحلي بطريقة مباشرة وغير مباشرة، هي أرقام قوية للغاية، وتبرهن بكل حيوية الدعم القوي الذي يجده هذا القطاع في ضوء رؤية 2030؛ هذه الرؤية الوطنية الطموحة التي تستهدف تنويع الاقتصاد وخلق فرص أكبر للنمو والنجاح.
لنتوقف أولاً أمام هذه الأرقام... حيث أصدرت الهيئة العامة للإحصاء نشرة القطاع غير الربحي للعام 2023، ووفقًا لنتائج النشرة فقد بلغ إجمالي إيرادات منظمات القطاع غير الربحي 54.4 مليار ريال في عام 2023، بارتفاع نسبته 33% مقارنةً بعام 2022.
وعلى مستوى أنشطة القطاع فقد شكلت أنشطة الصحة أعلى ارتفاع في معدلات النمو بنسبة 70% من إجمالي إيرادات منظمات القطاع غير الربحي، يليها أنشطة التعليم والأبحاث بارتفاع نسبته 53%، ثم أنشطة وسطاء التطوع وتعزيز التطوع بنسبة36%، وذلك مقارنةً بعام 2022، حيث تعد هذه الأنشطة الأكثر مساهمة في إجمالي إيرادات منظمات القطاع غير الربحي.
وأوضحت نتائج النشرة، أن إجمالي نفقات القطاع غير الربحي قفزت إلى 47 مليار ريال في عام 2023، حيث كانت أنشطة الصحة الأعلى إنفاقًا في أنشطة القطاع غير الربحي في عام 2023؛ مسجلةً ارتفاعًا بنسبة 74%، يليها أنشطة التعليم والأبحاث بنسبة 55%، ثم أنشطة البيئة بنسبة 34%، مقارنةً بعام 2022، إذ تعد هذه الأنشطة الأكثر مساهمة في إجمالي نفقات منظمات القطاع غير الربحي.
رائعة هي لغة الأرقام بل أنها ملفتة وجاذبة، وتبرهن بكل حيوية وقوة على أن الخطى الواثقة تسير دائماً إلى تحقيق المستهدفات، وفي السعودية تحقق ولله الحمد مختلف القطاعات نجاحات وأرقام غير مسبوقة... والقطاع غير الربحي هو قطاع تنموي قبل أن يكون اقتصادي.. فالتنمية هي أساس النجاح والمرتكز الأقوى.
ختاماً... شكراً لكل من عمل وأبدع وأخلص... شكراً لكل من ساهم في تحقيق هذه الأرقام... ومن نجاح إلى نجاح -بإذن الله-.