السوري المغترب أظهر تخوفاً وحدة تجاه من يقومون على أمر الثورة في سوريا وبنى الرجل مواقفه تلك على خلفية السيد أحمد الشرع الذي أصر على تسميته بمحمد الجولاني طوال مدة اللقاء. وربما بالغ بتوقعاته أنها مرحلة مؤقته ثم تظهر أنياب الجولاني ورفاقة الذي كما قال سيعزلون أطياف المجتمع السوري، و سيدمرون أي أمل في الديمقراطية، والتعددية، وقد يغلقون نوافذ مشاركة المرأة في بناء مستقبل البلاد.
الضيف من تركيا رفض كل الآراء وحاول جاهداً التأكيد على أن تركيا الدولة الجارة والقيادة الاردوغانية هي أم حانية ستدعم الثوار للوقوف على أرجلهم ولإدارة بلادهم بدون تدخل أو وصاية من أحد، وأن كل صور التعاون بين الجانبين التركي والسوري ستسير على الوجه الأكمل بما يحقق التكامل والتعاون والصداقة بين الجانبين التركي، والسوري.
الضيف الثالث المحلل المغاربي جاء إلى الندوة محملاً بمعاني الخوف والشك في كل ما يحدث لانه يرى أن سوريا التي كانت رمزاً للعمل السياسي الوطني والقومي تتعرض لتغيير وجهتها لتكون تابعة لتركيا، وأنه يخشى على عروبة سوريا و يخاف أكثر على تواري دورها القومي، والعروبي. باختصار الرجل كان يعتقد أن سوريا الأسد كما كان ينسيها البعض كانت واحة للعرب، والعروبة، وكأن السيارتين الإيرانية، والروسية لم تكونا تهيمنان على خطوات النظام وتطلعاته.
كنت الوحيد في هذه الندوة الذي حاولت الالتزام بقدر الإمكان بالحياد، والموضوعية، وأكثر من ذلك حاولت تفسير الخطوات الأولى للثوار في دمشق وكيف يتعاطون مع المنظومتين الاقليمية والدولية.
في الحقيقة كان السلوك السياسي والاعلامي للثوار منضبطاً بشكل يثير الاعجاب، يضاف إلى ذلك بروز حالة من الانفتاح والمرونة على كل الأطراف الاقليمية والدولية، وكان هناك خطاب عقلاني متوازن بعيد عن بعض الخطابات العربية العالية النبرة والتي تركز على نقاط خلافية وعالية الحدة، وتصنف كل من ينادي بها في خانة اليمين، أو اليسار.
الذي حدث ويحدث في سوريا تغيير وربما تغيير حاد ومرحلة تحرك ثلاثي الابعاد نادرا ما يحدث في حياة الدول والمجتمعات فهناك الماضي، واللحظة الحاضرة، وهناك المستقبل المفتوح على كل الاحتمالات.
@salemalyami