ابتسمت وقلت له: "سؤال في محله، لأن هيئة تطوير المنطقة الشرقية، كغيرها من هيئات التطوير، تؤدي دوراً محورياً في تخطيط مستقبل مستدام ومتوازن، نحن في الهيئة نعمل على رسم الخطط الاستراتيجية ووضع الأسس التي تضمن تنمية عمرانية واقتصادية تُلبي احتياجات الحاضر وتستشرف آفاق المستقبل."
خذ على سبيل المثال ما تم إنجازه مؤخراً في محافظة القطيف، لقد اعتمدنا مخططاً شاملاً يوازن بين التنمية الحضرية والمحافظة على الهوية الثقافية، هذا المخطط لم يُصمم فقط لتحسين الطرق والمرافق، بل ليُشكل نموذجاً لمدينة حديثة تُراعي احتياجات سكانها، وتوفر لهم بيئة متكاملة ومزدهرة.
وما تم في القطيف تم إنجازه أيضا في محافظة حفر الباطن، وهنا كان التحدي مختلفاً، فالمحافظة تُعد مركزاً اقتصادياً واعداً، ولهذا جاء المخطط الشامل ليُحوّلها إلى نقطة جذب للاستثمار، عبر تطوير بنيتها التحتية وتعزيز القطاعات الحيوية كالصناعة والتجارة، إلى جانب تحسين الخدمات التعليمية والصحية.
وربما يكون المشروع الأبرز هو إطلاق مشروع إعداد المخطط الإقليمي للمنطقة الشرقية والمخططات المحلية، والذي يهدف إلى تحقيق التكامل بين المدن والمحافظات، وتوزيع الخدمات والمرافق بشكل مناسب، إنه مخطط يُؤسس لنمو مستدام يُعزز من مكانة المنطقة كمحور اقتصادي وتنموي على مستوى المملكة."
أما فيما يتعلق بملتقى الهيئات في حائل فهذه الاجتماعات ليست مجرد لقاءات روتينية، بل هي منصات تُناقش فيها الأفكار الكبرى والخطط الطموحة التي تسهم في بناء مستقبل المملكة، إنها فرصة لتبادل الخبرات، ومراجعة استراتيجيات التنمية، والتأكد من أن جميع الهيئات تعمل بروح واحدة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030."
وخلال هذا الملتقى قدمت هيئة تطوير المنطقة الشرقية عرضًا تفصيليًا عن خبراتها التنموية ومشاريعها الاستراتيجية، موضحة آليات تحديد أولويات المشاريع والميزانيات، ومؤكدة على منهجياتها في مواءمة المشاريع مع الاحتياجات التنموية وضمان تنفيذها وفق خطط استراتيجية مدروسة تُعظّم الأثر التنموي.
كما سلطت الهيئة الضوء على جهودها في محور إدارة البيانات الجيومكانية، حيث استعرضت تطوير أنظمة رقمية متكاملة تُعزز حوكمة البيانات وترتقي بجودة التخطيط الحضري، وقدمت الهيئة نموذجاً عملياً عبر منصة "سرد" الذكية، التي تدعم متخذي القرار من الجهات التنموية بالبيانات الحضرية والجيومكانية الدقيقة والمحدثة .
بعدها توقفت للحظة، ثم أكملت حديثي لصاحبي قائلا " لكن، دعني أؤكد لك أن هذه المشاريع ما كانت لتُنجز بهذه الكفاءة لولا الدعم المستمر والتوجيهات الحكيمة من سمو أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس الهيئة، وسمو نائبه رئيس اللجنة التنفيذية، اللذين يقفان خلف كل خطوة نتخذها، حريصين على تحقيق أعلى المعايير في التخطيط والتنفيذ."
وما إن انتهيت من حديثي، حتى قاطعني أبو نايف وهو يبتسم بثقة: "الآن، فهمت تماماً أن ما تقوم به هيئة تطوير المنطقة الشرقية، وما تقوم به بقية الهيئات، هو أكثر من مجرد تخطيط .. إنه بناء للمستقبل."
ابتسمت بدوري وقلت "هذا هو هدف الهيئات... أن تُسهم في صناعة مستقبل يُحقق تطلعات قيادتنا الرشيدة، ويرتقي بحياة المواطنين، بإذن الله."