مسئوليات هيئة الغذاء والدواء واسعة، ويمتد تأثيرها سنين مما تعدون، في بلد بحجم قارة، فهي تعنى بالمواطنين من المهد إلى اللحد، وبكل ما تبتلعه بطونهم وأنوفهم، بل وحتى سعادتهم والأفراح والأزمجة، نياماً أو مستيقضين، مرضى أو أصحاء، رضعاً وأطفالا، شباباً وشيبا.
وهذه المهمة، منذ أن صدع بها فتى قوص النابغة أبقراط قبل 2300 عام، تحتاج إلى إدارة محنكة وموارد بشرية ذكية عالية المهنية، كي تؤدي الأمانة بمعايير الهيئة اليقظة الصارمة.
والهيئة واحدة من الإنجازات التي نفخر بها وبفرق عملها المبدعة التي نجحت في حيازة ثقة المجتمع سريعاً. وأفاضت علينا الطمأنينة بجهودها المباركة، وذلك فوز عظيم.
هذا ليس تلميعاً أو دعاية عاطفية، فليس لي في الهيئة لا نسب ولا خلان، فقد سجلت الهيئة إنجازات وكتبت تاريخاً، تعدى تأثيره إلى العالمية، إذ أوضح د. الجضعي، أن فريقاً من الهيئة زار شركة أوروبية، واطلع على معايير الإنتاج، وقدم قائمة المعايير السعودية، وبدلاً من المكابرة رحبت الشركة وقررت تعديل معايير التصنيع في جميع مصانعها والأدوية التي تصدرها إلى العالم طبقاً للمعايير السعودية التي رأتها مهنية. وأيضاً رحبت دول أوروبية بتحذير سعودي بشأن أدوية تورد لأوروبا، لا تستجيب لكفاءة المعايير.
ولأن التوعية من أكثر المهمات ضبابية، ويصعب قياسها، وتحتاج إلى إبداع ملهم، رأيي أن تركز الهيئة، وتبذل الكثير من التفكير ودعك الجباه، في إنتاج أفكار جذابة مقاومة للإشاعات والترويجات الخطيرة، وتعدد التفسيرات والمرامي. وسجلت الهيئة نجاحات رائعة في شبكات التواصل الاجتماعي، لكن الناس يتناسلون، وكل يوم تضاف أجيال جديدة للمجتمع لم تحضر اليوم الذي قبله. وهذا يحتاج إلى تكرار رسائل التوعية، وأن تستخدم الهيئة كل ما هو متاح، وبالذات المدارس والمراكز التجارية والقنوات التلفزيونية و«يوتيوب»، بل وحتى المسارح. وأيضاً للتبصير بالاستخدام الجائر للأدوية التي هي «سموم» تقاوم سموماً وخبائث.
*وتر
تعبر البهية عروض الدهناء..
ورياح الشمال..
تجاوز سهباً، كثيباً كثيباً، غديراً غديراً..
وخمائل واحات خضر،
@malanzi3