ثم تليها مكالمات الهاتف التي تطلب الحصول على معلومات شخصية يتم استغلالها لاستكمال عملية السرقة، إذ يتظاهر المتحدثون بأنهم من بنك أو شركة موجودة بالسوق وقد يستعينون بمعلومات وأرقام تواصل حقيقية، ويقدمون حلول أو تسويق وذلك للسيطرة على حساب العميل البنكي.
ثالث الطرق هو الاحتيال الاستثماري الذي يسوق له عبر برامج التواصل الاجتماعي، للإعلان عن استثماراتهم ذات العائد المرتفع وغير الحقيقي لجذب الناس، ويستعينون في إعلاناتهم بالتكنولوجيا المتقدمة لإضفاء شرعية وقابلية لتصديقهم من الكثيرين، وقد نجحوا في إضفاء المصداقية بتزييف عوائد مرتفعة وغير حقيقية لطالبي الثراء السريع.
الطريقة الرابعة هي عمليات الاحتيال في الشراء، حيث يقوم قراصنة المواقع باستنساخ مواقع الويب الأصلية للمحلات الكبيرة أو مواقع التجارة الإلكترونية، واختيار المواسم التي تكون مزدحمة، بتقديم عروض وخصومات وهمية لها، يقوم المشترون بعمليات الشراء وتحويل الأموال معتقدين أنهم الرابحين بحصولهم على تخفيضات كبيرة، ولكنهم يُصدمون بأن العملية كلها هي عملية احتيال من موقع مستنسخ بغرض القرصنة.
طريقة الاحتيال الخامسة وهي من الطرق النوعية وتسمى «Money Mule»، أو حامل الأموال أو محول الأموال، والأشهر «بغل الأموال» أي كالحمار يحمل أسفار، وهو الذي يعمل بمثابة وسيط. وهذه الطريقة يتم خلالها توظيف أشخاص عن طريق الانترنت ذات راتب مجزي ليقوموا بدور محولي الأموال. لذا، فعملية التوظيف ذاتها هي عملية خداع يستغل فيها الموظف ليكون من ضمن ضحاياهم، فيقوم بعمل تسويق واستغلال للناس فيأخذ أموالهم ويحولها للمصدر، أو يتلقى أموالا تم الحصول عليها بطريقة غير قانونية من طرف ثالث في حسابه المصرفي وينقلها إلى حساب آخر نيابة عن شخص آخر. وفي حين أن بعض «بغال الأموال» يعملون من غير علم في الأنشطة الإجرامية هذه، ولكنهم قد يستدرجوا مع الوقت حتى ينالوا الثقة والاستمرارية لأن يكونوا ضمن العصابة ويعملون مع فريق القرصنة بعلمهم، وفي الحالتين إن كانوا على علم أو من غير علم، يعتبرون شركاء في الجريمة.
وتعتبر طرق الاحتيال العصرية هذه من ضريبة العالم الرقمي الذي يوفر لنا سهولة في التعاملات وفي الحياة، ولكن من الناحية الأخرى، فإن عمليات القرصنة التي تتنامى وتتشعب تدل على أن القطاع المالي في العالم لم يكن مستعد بما فيه الكفاية على خوض هذه الطفرة المرحلية من التعاملات الخدمية الرقمية. كذلك الناس والأمن العام، فلا يزالون غير مستعدين للتعامل مع هذه الطرق باحترافية، وأحيانا لا يتطلب الأمر وعي بل أن سهولة المعاملات تجعل الفرد قليل الانتباه فيفرط عن الحيطة حتى يفقد أمواله بكبسة زر وبغفلة غير محسوبة.
@hana_maki00